لو أننا بحثنا عما يملك بشار الأسد ففي الحقيقة لا توجد إحصائيات وأرقام دقيقة موثقة من هيئات مالية أو كشوفات بنكية أو تقارير استخباراتية عن ثروة وعما تملكه عائلة آل الأسد سابقاً قبل أن يكشف عمه جميل حقيقتهم ويتباهى بأصله الكاكائي للمؤرخ العراقي عز الدين رسول القادمة من خانقين والمحتلة لسوريا منذ نصف قرن ومن يومها أصبحت سوريا وبحماية وغطاء ورضى إسرائيلي ملكية حصرية للبهارزة الدخلاء المحتلين يتصرفون بها وبشعبها على هواهم ومزاجهم دون رادع ودون خوف من ردع ومساءلة دولية وبدأت عملية استباحة رسمية مطلقة وممنهجة وكاملة لسوريا وثرواتها ومقدراتها على يد هذه العائلة والعصابات التي تحالفت معها في مشروع تدمير سوريا الذي أوكل تنفيذه لمؤسس نظام حافظ الأول ليكمل المهمة من بعده ابنه وريث العرش القاصر المدعو بشار بالتعاون مع زوجته التي سيطرت وعائلتها على كل الثروات السورية
وتغيب تلك البيانات الدقيقة ولاعتبارات معروفة عن ثروة آل الأسد الحقيقية لكن خمسين عاماً من النزف والنهب الممنهج للاقتصاد وخاصة للموارد الطبيعية كالغاز والبترول سيطلق العنان لتخمينات فلكية حول أصول وثروات البهارزة الخرافية خارج سوريا والتي قد تقدر بترليونات الدولارات فسوريا كما هو معلوم بلد مصدر للبترول رفض الانضمام للأوبك كي يبقي أرقامه وإنتاجه وأرباحه بعيدة عن الرقابة والشفافية والإعلام لنصف قرن بالتمام والكمال هذه الأصول والثروة هي اليوم تحت متناول الوريث القاصر المدعو بشار ولعل الحادثة التي يوردها فراس ابن رفعت الأسد وهو أحد أبناء رفعت الأسد من زوجته أميرة عزيز الأسد التي هجرها وطلقها رفعت وتنكر لها وغدر بها وكان فراس قد انشق عن والده وعن وتبرأ منهم وبات يهاجمهم ويفضحهم في منشوراته الفيسبوكية وذلك في منشور له يوم الخامس من حزيران على صفحته الشخصية على الفيس بوك يقول فيه حرفياً: خلال عزاء المرحوم باسل الأسد أرسلني رفعت الأسد لألتقي ببشار الأسد لأقول له جملة واحدة فقط لا غير: والدي يبلغكم بأن حصتكم معه قد أصبحت 180 مليون دولار ثم يتابع قوله فراس : لم يهتم بشار بالرسالة أبداً وكأنه لم يسمعها وحتى أنه لم يجب عليها بأي شيء ولم يكن له أي رد فعل على فحواها وأعتقد أنه استسخف الموضوع برمته أو أنه ربما استسخف المبلغ لا أدري ويبقى الاحتمال الأكبر أنه استسخف الاثنين معا لأنهم كانوا في ذلك الوقت قد تجاوزوا الملايين إلى المليارات ولم يكونوا بطبيعة الحال في حاجة إلى رفعت الأسد في السلطة ليفتحوا له هكذا باب
وبغض النظر عن الحادثة فالأمر المهم هنا هو مبلغ الـ ١٨٠ مليون دولار هذا الرقم الخرافي بمقاييس وأرقام اليوم السورية الذي استخفه المدعو بشار ولم يسل له لعابه ولم يناقش فراس به بالمطلق أو يفاتحه بأمره وللعلم فالحادثة وقعت منذ أكثر من عقدين من الزمن حيث يوازي المبلغ ميزانيات دول قائمة بحد ذاتها فكم كانت تبلغ ثروة بشار تلك الفترة وكم بلغت اليوم بعد كل تلك السنين فإذا كان مبلغ ١٨٠ مليون دولار لم لم يغره ولم يهتم به ولا بصاحبه ولم يلتفت له وكأن الأمر لا يعنيه فمبلغ مليون دولار فقط كاف لإسالة لعاب أكبر شخص وأكبر سياسي وأكبر رجل إعلام ووزير حين يعرض ويقدم كرشوة في صفقة ما فكيف بمبلغ ١٨٠ مليون دولار يقدم كهدية دونما مقابل لشريك واحد لوحده فكم ستكون حصة وثروة بشار بعد حوالي ثلاثة عقود من هذا الكلام وكم له من الحصص والنسب والأرباح والشركاء هنا وهناك وكم هي حصة زوجته وكم هي حصة حافظ الثاني سؤال للعقلاء من الشرفاء.