تغلب في بعض الدول العربية ظاهرة إطلاق النار في الهواء إما ابتهاجاً بمناسبة قد يكون صاحبها لاتعادل قيمته ثمن الطلقات التي تطلق أو حتى حزناً في بعض الأحيان وأيضا قد لاتعادل قيمة المحزون عليه ثمن الطلقات
وغالباً ما يسقط نتيجة الرصاص الطائش ضحايا مدنيين وذلك لأن مطلق النار هو الآخر مدني ولم يحظ بتدريب عسكري حول كيفية استخدام السلاح أو يكون عسكري أهوج لم يكن يحلم بحمل سلاح من قبل كما أن الرشقات النارية دائماً ما تطلق من أسطح المنازل أو بين الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان فضلاً عن غياب قوانين رادعة وفي حال وجودها فهناك تلكؤ بتنفيذها
ولكن النتيجة واحدة موت محتم لمدنيين أبرياء لا حول لهم ولا قوة كما كاد أن يحصل لي أمس عند خروجنا من المسجد بعد صلاة التراويح
فواجب السلطات تنفذ بين الحين والآخر حملات أمنية لوقف ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية والسياسية كما تتم دعوة العديد من العشائر والعائلات في أنحاء متفرقة من المناطق للتوقيع على وثيقة شرف للالتزام بوقف هذه الظاهرة لكي يتم من خلال ذلك كتم أزيز الرصاص و الحلول دون حصد أرواح المدنيين الأبرياء
فمنذ فترة ليست ببعيدة حدثت وفاة طفل برصاصة طائشة خلال حفل زفاف فيجب على المسؤولين التعامل بجدية مع المخالفين من دون وساطات
لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد ضحايا إطلاق النار في سوريا لكن ثمة أرقاماً تتحدث عن نحو ٢٠٠٠ حالة إطلاق نار تسببت بقتلى أو إصابات في الفترة الممتدة بين ٢٠١٣ الى ٢٠١٨.
وتتركز أبرز الحالات بسقوط رصاص طائش على المركبات أو المنازل وغالباً ما تتسبب بفقدان أطفال حياتهم أو إصابتهم بجروح أو عاهات دائمة بسبب وجودهم في أماكن إطلاق النار كالمناسبات الاجتماعية
وفي كثير من الأحيان يفلت الجناة من العقاب ولا يتم العثور على مطلقي النار أو التعرف إلى هويتهم
فيجب أن تكون هناك نصوص قانونية تردع كقانون عقوبات فيعاقب بالحبس لمدة زمنية أو بغرامة مالية أو بكلتي هاتين العقوبتين على كل من يطلق عياراً نارياً من دون داع أو استعمل مادة مفرقعة من دون موافقة مسبقة ويصادر ما تم استخدامه من سلاح ولو كان مرخصاً ويجب أن يسجن مدة لا تقل عن سنة إذا نجم عن الفعل إيذاء إنسان والأشغال المؤقتة إذا نجم عن الفعل أي عاهة دائمة أو إجهاض امرأة حامل والأشغال المؤقتة مدة لا تقل عن عشر سنوات إذا نجم عن الفعل وفاة إنسان بهذه الطريقة يمكن ضبط وإيقاف هذه العادة التي كثيرا ما أودت بحياة الأبرياء.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى