في مثل هذا اليوم ذكرى اغتيال عدنان المالكي

 

كان المالكي طالبًا مجدًا في مراحل تعليمه العام ومعروفًا بقدراته الذهنية والثقافية تخرج من الكلية الحربية بحمص عام ١٩٣٩ برتبة مرشح ضابط وفي عام ١٩٤٥ أسس مدرسة الاختصاصيين في الجيش السوري وعين مدربًا في الكلية العسكرية وانضم المالكي إلى القوات العربية في حرب فلسطين ١٩٤٨وشارك في معركة تل أبو الريش بالقرب من مستعمرة مشمار هايردن اليهودية وسيطر عليها مع قواته

وأُسندت إليه قيادة الفوج الثامن الذي شكله ودربه سابقًا وأسهم بفك الحصار عن جيش الإنقاذ في الجبهة اللبنانية

وبعد خروجه من حرب ١٩٤٨ نال ثلاثة أوسمة عسكرية هي الاستحقاق والحربي والحرص

شارك المالكي في انقلاب حسني الزعيم في آذار عام ١٩٤٩ وأوفد إلى فرنسا مرتين للتخصص واتباع دورة الأركان ودورة المدرسة العليا وحمل رتبة مقدم ركن مجاز

وفشل المالكي في انقلاب شارك فيه ضد الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي ما أدى إلى اعتقاله وسجنه لأكثر من سبعة أشهر لكنه عاد إلى الجيش في عهد هاشم الأتاسي عام ١٩٥٤ وشغل حتى اغتياله منصب معاون رئيس الأركان العامة

أدى الاغتيال إلى ملاحقة أفراد الحزب القومي السوري وانقسام الحزب إلى جناحين فيما بعد كما وُجهت اتهامات لضابط المخابرات الأسبق عبد الحميد السراج بالوقوف وراء عملية الاغتيال دون أن يتم إثبات أي من هذه الاتهامات لكن المحكمة الرسمية التي شكلها رئيس الوزراء الأسبق صبري العسلي برئاسة السراج انتهت إلى اتهام القوميين السوريين بتنفيذ الاغتيال بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية

وإن كان يشار إليه بالقرب من حزب البعث آنذاك وتأييده له كان اغتياله فيصلًا لإنهاء إحدى أكبر القوى المتصارعة والمناوئة للحزب وقدم تسهيلات للبعثيين ضمن الجيش بإدانة القوميين

فكان بلا حراسة سواء في منزله أو في قيادة الأركان كان يتنقل العقيد الركن عدنان المالكي ورغم وصول رسالة تحذره من نية اغتياله قبل ساعات من الحادثة توجه إلى الملعب البلدي في العاصمة دمشق في ٢٢ من نيسان عام ١٩٥٥سبق تلك الحادثة تحذير زوجة الملحق العسكري الأمريكي في سوريا له من مخطط لاغتياله داعية إياه للسفر

وفي أثناء حضوره مباراة لكرة القدم كان يرعاها بين فريقي الجيش السوري وخفر السواحل اللبناني أطلق المساعد في الشرطة العسكرية يونس عبد الرحيم المحسوب على الحزب القومي السوري آنذاك وأحد المكلفين بحماية المنصة النار من مسدسه على المالكي ما أدى إلى مقتله

قتل بعدها يونس نفسه بحسب ما رواه العقيد عبد الكريم النحلاوي في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة في أيار ٢٠١٠

وبذلك طويت حياة رجل عسكري فذ كان يمثل آمال وتطلعات الشعب السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.