أوروبا تدخل حيز الفراغ الأمني

دخلت الحرب شهرها الثاني ، وأوربا والدول الغربية تعزز القدرات العسكرية للجيش الأوكراني ومازالت توسع نطاق العقوبات على روسيا في القمة الطارئة لحلف شمال الأطلسي.

حيث وافق الزعماء الغربيون الذين اجتمعوا في بروكسل على تعزيز القوات في شرق أوروبا.

وزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ، وتشديد العقوبات على روسيا .
حيث أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”
ينس ستولتنبرج، أن الحلف لا يستطيع السماح بحدوث “فراغ أمني” في القطب الشمالي حيث يرى الناتو “سباقاً استراتيجياً متزايداً (مع موسكو وبكين)”.

وقال ستولتنبرج: “لا يمكننا تحمّل فراغ أمني في القطب الشمالي ، فذلك قد يغذّي الطموحات الروسية ويكشف الناتو ويؤدي إلى سوء التقدير وسوء الفهم”.

وأضاف:”نرى أيضاً اهتماماً صينياً متزايداً بالمنطقة حيث صنّفت بكين نفسها أنها دولة قريبة من القطب الشمالي، وتسعى إلى بناء حضور هناك”.

وجاء كلام ستولتنبرج خلال زيارته قاعدة باردو فوس في شمال النرويج، حيث يقوم حلف شمال الأطلسي بتدريبات عسكرية واسعة النطاق باسم “المناورات الباردة”.

ولفت إلى أن موسكو عززت وجودها العسكري في القطب الشمالي السنوات الماضية، عبر تحديث قواعدها الحالية وبناء قواعد جديدة، في إشارة واضحة إلى أنها تنوي أن تكون لاعباً مهيمناً في المنطقة المعنيّة.
وشبه جزيرة كولا الروسية المتاخمة للقطب الشمالي النرويجي هي موطن للأسطول الشمالي (الروسي)، مع تركيزه الهائل للأسلحة النووية والعديد من المنشآت العسكرية.

صار من شبه المؤكد أن الحل السياسي في أوكرانيا يستدعي إعلان حياد أوكرانيا .
وروسيا تحاول السيطرة بشكل رسمي على شبه جزيرة القرم والتي تسيطر عليها فعليا.
نظرا لأهميتها الاستراتيجية ، العسكرية ولاستعادة ماتعده هدية من الزعيم السوفيتي خرشوف والذي نقلها من روسيا السوفياتية إلى أوكرانيا السوفياتية عام 1954 في إطار ترتيب البيت الداخلي حينذاك.
إعادة ترتيب وتقسيم مناطق النفوذ في شرق أوربا بين روسيا والحلف الأطلسي ، والذي سيحكم الأجندة الدولية ، إلى أن يأتي الحل القائم على التفاهم السياسي بين الكبار.

والحرب الأوكرانية، مع هذه التفاوضات التي لم تؤد نتائجها المرجوة حتى الآن، تبدو طويلة الأمد ، والانتظار يطول حتى ينهار الدب الروسي الذي بدأ بالانكسار رغم عدم الاعتراف بذلك ، وإعلان بوتن الأخير التركيز فقط على السيطرة على المناطق الانفصالية في أوكرانيا وحمايتها من النازية على حد تعبيره .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.