إن الإجرام الذي ارتكبه النظام السوري اتجاه الشعب والمدن السورية وحتى الحجر والشجر لايمكن لأي شخص في العالم أن يتجاوزه فلايمكن السكوت عن جرائم شاهدتها كل الدنيا كالقتل الممنهج والقصف بالبراميل وبالكيماوي وقتل نصف مليون شخص وتشريد ما يزيد عن ١٠ مليون وإخفاء أكثر من مليون في معتقلات الجزارة وبيع الأعضاء البشرية لا يكون حلها بلجنة دستورية غير ممثلة للشعب وأغلبها من مؤيدي النظام السوري
فقد جاء في تصريحات بيدرسن ستركز الوفود المشاركة على أربعة موضوعات فقط منها أسس الحوكمة وهوية الدولة ورموزها وهيكل ووظائف السلطات العامة
وكانت آخر جولة من محادثات اللجنة الدستورية السوريةالتي انطلقت أعمالها قبل أكثر من عامين قد عقدت في تشرين الأول الماضي عندما قال بيدرسن إن رفض الحكومة السورية التفاوض بشأن إجراء تعديلات على دستور البلاد كان سبباً رئيسياً لفشلها
فبالرغم من تراجع حدة الأعمال القتالية خلال العامين الماضيين فإن المعارضة السورية ما زالت تسيطر على جيوب يعيش فيها ملايين الأشخاص فسوريا ما زالت تمثل واحدة من أخطر الأزمات في العالم وهناك حاجة واضحة لإحراز تقدم على طريق حل سياسي
فكلام بيدرسن على أنه التقى في وقت سابق من يوم الأحد قادة وفدي الحكومة والمعارضة وأنه يأمل أن تزيل تلك الزيارات العقبات التي تحول دون إحراز تقدم خلال جولة هذا الأسبوع من المحادثات. فكل هذا الكلام عن اللجنة الدستورية ليس حلا واضحا ولا سهل المنال بوجود نظام قمعي وجيش دمر نصف البلد وأجهزة أمنية قمعية مجرمة وميليشيات يقودها أخطر مجرمو الدنيا ناهيك عن كيفية اختيار الوفدين من نظام أو معارضة ولايملكون أي صلاحية أما بالنسبة لوفد المعارضة فهو لايمثل أي فئة من الشعب السوري على أرض الواقع
فخارطة الطريق الأممية صيغت عام ٢٠١٢ بغية تحقيق السلام في سوريا ووافق عليها ممثلو الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا وجميع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن إلى صياغة دستور جديد للبلاد
وينتهي عمل خارطة الطريق بإجراء انتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة يكون جميع السوريين بما في ذلك المغتربون منهم مؤهلين للمشاركة فيها ولكن هل يدري بها الشعب السوري المرشد داخل البلد وهل يعلم بقراراتها من قتلت عائلته أم من اغتصب عرضه أم ذلك الطفل المسكين الذي لازال يأكل من القمامة والمجرمون ينعمون بأموال الشعب السوري المنكوب.