الهجوم الروسي وتطورات الأحداث في أوكرانيا

يتفاقم الوضع الإنساني في المدن الأوكرانية الكبرى التي لا تزال تتعرض للقصف الروسي وللمرة الأولى من بداية الحرب، أكدت روسيا أنها استخدمت في أوكرانيا صواريخ فرط صوتية قادرة على الإفلات من كل أنظمة الدفاع الجوي.

وفي مدينة ماريوبول الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا، التي تتعرض للقصف منذ أسابيع ويعاني سكانها من نقص في المياه والغاز والكهرباء، تتحدث عائلات عن جثث ملقاة في الشوارع لأيام، وجوع وعطش وبرد شديد في الليالي الأخيرة، في أقبية وصلت درجة حرارة فيها إلى دون الصفر.

وقال شهود لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” إن 19 طفلاً، معظمهم من الأيتام، يواجهون “خطراً كبيراً” بعدما علقوا في مركز لمعالجة الأمراض النفسية، ولم يتمكن أولياء أمرهم من الوصول إليهم بسبب المعارك.

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن حصار مدينة ماريوبول الساحلية سيدخل التاريخ لما صنفه كـ”جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية”، مضيفاً أن إلحاق الضرر بمدينة مسالمة، وما يفعله المحتلون، يمثلان عملاً إرهابياً سيبقى في الذاكرة حتى في القرن المقبل.

وأمر زيلينسكي 11 حزباً سياسياً على صلة بروسيا بتعليق أنشطتهم خلال فترة الأحكام العرفية، معلناً في خطابه أن نشاط السياسيين الهادف إلى الفتنة لن ينجح.

وألحقت عمليات القصف أضراراً جسيمة بمصنع “آزوفستال” للصلب والمعادن في ماريوبول.
ونشرت النائبة ليزيا فاسيلنكو مقطع فيديو في حسابها عبر “تويتر” تظهر فيه أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من مجمع صناعي، وكتبت: “دُمّر أحد أكبر مصانع التعدين في أوروبا. الخسائر الاقتصادية لأوكرانيا هائلة”.

وقال النائب سيرغي تاروتا أن القوات الروسية التي حاصرت ماريوبول “دمرت المصنع عملياً”.

وفي شمال البلاد تحدث رئيس بلدية تشيرنيهيف فلاديسلاف أتروشنكو عن “كارثة إنسانية مطلقة” في مدينته، معلناً أن القصف المدفعي العشوائي على الأحياء السكنية مستمر، ويؤدي الى مقتل عشرات المدنيين من أطفال ونساء. وقال: “لا كهرباء ولا تدفئة ولا ماء والبنية التحتية للمدينة مدمرة بالكامل”، مضيفاً أن المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية يرقدون في الممرات بدرجة حرارة تبلغ عشر درجات مئوية”.

ولم تتوقف الضربات في العاصمة كييف وفي ميكولاييف وخاركيف في شمال غرب البلاد، وقتل فيها 500 شخص على الأقل منذ بداية النزاع، حسب أرقام رسمية أوكرانية.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات لموقع “أوكرانسكا برافدا” إن أوكرانيا باتت ساحة تجارب لترسانة الصواريخ الروسية بأكملها.

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن روسيا فشلت في السيطرة على المجال الجوي وتعتمد بشكل كبير على أسلحة بعيدة المدى يتم إطلاقها من مواقع الآمان النسبي للمجال الجوي الروسي لضرب أهداف في أوكرانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.