رمي الأطفال حديثي الولادة.. ظاهرة جديدة على المجتمع السوري

انتشرت في سوريا في الآونة الأخيرة أفعال رخيصة لم يعتد عليها مجتمعنا السوري فالمجتمع السوري محافظ له عادات وتقاليد تحتوي أغلبها صفات مكارم الأخلاق وهذه الظاهرة الجديدة هي رمي الأطفال حديثي الولادة في الشوارع حيث شهدت الطرقات في مدن سورية عدة ارتفاع كبير في هذه الظاهرة.
وأكد مسؤول طبي في مستشفى التوليد بمحافظة الرقة مثلا عن وصول طفل حديث الولادة كل ٧٢ ساعة بعد أن يتم العثور عليه من قبل الجهات المختصة إما بالقرب من منزل أو جامع أو دور عبادة أو مكب نفايات وتتنشر هذه الظاهرة في أغلب المحافظات السورية  حيث أعلنت الجهات المسؤولة في مدينة دمشق وحماه عن تسجيل العديد من الحالات في شوراعها.
فإيجاد الأطفال حديثي الولادة بالقرب من الجوامع والكنائس ظاهرة ليست جديدة وهي موجودة بكل دول العالم لكنها زادت في سوريا بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد من غلاء وفقر بإلضافة إلى المصروف المرتفع للمولود الجديد.
فمعيشة الطفل الذي كان من المفترض أن يعملوا على عدم قدومه من خلال وسائل منع الحمل فكثير من السيدات اللواتي تقدم لهم الجمعيات الإعانات تقدم لهم أيضا حبوب منع الحمل إلا أنهن يرمونها بدلا من تناولها خاصة في مراكز الإيواء.
كما أن الفقر هو العامل الأساسي الذي يدفع البعض لرمي أولادهم إضافة إلى وجود مشكلات أخرى  كالبطالة أو الفشل العائلي أو غير ذلك فالأطفال حديثي الولادة دائماً ما يكونون الضحايا في مثل هذه المواقف في الوقت الذي يتمتع فيهم والديهم بحق الإنجاب.
ويرى البعض بأن من ينجبون الأبناء في هذا الوقت يعتبرون مجرمون بالدرجة الأولى مضيفة بأن البلاد في الوقت الحالي تعتبر بلداً غير آمناً للإنجاب
أما من ناحية العلاقات الشرعية فإن كثيراً من العائلات باتت تعاني من الفقر الشديد ومن جهة أخرى خسرت نسبة كبيرة من النساء أزواجهن بسبب الحرب وغياب معيل الأسر وغلاء الأسعار بشكل كبير ساهم في تردي الواقع المعيشي لكثير من النساء كما ساهم انتشار العنوسة وعدم وجود تسهيلات للزواج في غياب الوازع الأخلاقي وحدوث حالة من العلاقات غير شرعية وفي كلا الحالتين لا يمكن لطرفي العلاقة الإبقاء على الطفل إما بسبب الفقر أو بسبب الخوف من الفضيحة والعقاب.
أن البعض لا يفضل التخلص من الطفل الحديث الولادة عن طريق القتل ويصعب عليهم من جهة أخرى إيجاد حلول طبية للتخلص منه قبل ولادته ما يدفعهم لتركه في أماكن يعتقدون بأنها ستؤمن للطفل أشخاص يعتنون بهم مثل المشافي والمساجد والحدائق العامة أو على قارعة الطريق في محاولة منهم عدم الشعور بمزيد من الذنب وتأنيب الضمير تجاه الطفل ويرى البعض الآخر من الحلول التسهيل بتكلفة الزواج وأيضا تعدد الزوجات فباتت الكثير ممن أصبحت أعمارهن مافوق الثلاثين تلتجئ إلى العلاقة المحرمة بسبب قلة الرجال وازدياد عدد النساء الغير متزوجات ولاتحل هذه المشكلة الكبيرة إلا بتكاتف الجميع للخروج من هذا الواقع الأليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.