الأمن الغذائي في ظل الأزمة الأوكرانية

أطلقت جهات عدة تحذيرات حول خطورة وضع الأمن الغذائي.
ويبدو إن سيكون ضحية أخرى من ضحايا حرب أوكرانيا ، وسيكون ثمنا تدفعه دول العالم كافة ، التحذيرات تتوالى وأسعار الأغذية حول العالم في ارتفاع.
وأطلقت الخارجية الأوكرانية تحذيرات بشأن الأمن الغذائي العالمي ، ومازالت روسيا تواصل ضرب أهداف مدنية في أوكرانيا وتدمير الآلات الزراعية عمدا.

وأضافت الخارجية الأوكرانية أن الأمن الغذائي لأوربا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا جميعهم يتعرضون للتهديد إذا ما استمر الوضع على هذا النحو.

الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيرش دعا إلى تجنب ما أسماعه بإعصار الجوع وانهيار نظام الغذاء العالمي جراء الحرب في أوكرانيا ، مضيفا إلى أن أسعار الغذاء العالمية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وحذر رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس من تخزين الغذاء والبنزين بسبب ارتفاع الأسعار والعقوبات الغربية على موسكو ، وأن إمدادات الغذاء تسير عادة على خطى أبطأ من إمدادات الطاقة لأن التعديلات الزراعية تستغرق نحو عام على الأقل .
الملياردير الروسي أندريه ميلنشينكو الملقب بملك الفحم والأسمدة ، حذر من أن الحرب في أوكرانيا ستتسبب بأزمة غذاء عالمية لأن أسعار الأسمدة ترتفع بسرعة كبيرة ولم يعد بوسع كثير من المزارعين شراؤها.
ومنظمة الأغذية والزراعة التابعةة للأمم المتحدة قالت إن أسعار الأغذية والعلف قد ترتفع بما يصل إلى 20% بسبب الأزمة الأوكرانية ، وهذا الأمر سيؤدي إلى اتساع رقعة سوء التغذية على مستوى العالم.
حيث أن العالم على مدار الأيام القليلة الماضية شهد ارتفاعا بأسعار القمح والحبوب بنسبة 40% ، وتبعات هذه الحرب سيشعر بها المواطن في جميع أنحاء العالم ،وخصوصا بالنسبة للدول التي تعتمد في المقام الأول على الحبوب والقمح بشكل خاص .
ويرى محللون اقتصاديون أن الزيادة في أسعار النفط سيكون لها تأثير كبير على عملية نقل المنتجات الزراعية والمحاصيل ، وتأثيرا أكبر على عملية الصادرات والواردات.

استمرار الأزمة الأوكرانية سيزيد من عمليات الإنفاق في برنامج الغذاء العالمي حيث من المرجح زيادته ليصل إلى 70مليون دولار شهريا وهذا سيؤي إلى رفع ميزانية نفقات برنامج الأغذية العالمية من أجل القدرة على تقديم المساعدة الغذائية لما يقرب 130مليون شخص حول العالم .
والدول في المنطقة العربية سيكون لها النصيب الأكبر من التأثر بتبعات الأزمة الأوكرانية ، مثل لبنان ومصر وتونس واليمن وسوريا وبالإضافة إلى دول كثيرة في جنوب شرق آسيا والدول الإفريقية ستتأثر بزيادة الأسعار في الأسواق العالمية ، وخاصة أن اعتماد هذه الدول بشكل كبير على السلة الغذائية الأوكرانية والروسية.
المحصول القمحي في وفرة كبيرة ، وتأزم الوضع وارتفاع أسعاره هو نتيجة أن هذه الوفرة في المخاصيل موجودة في أمريكا واستراليا وكندا وهي مناطق بعيدة وعملية النقل مكلفة بشكل كبير وخاصة بعد الأرتفاع الكبير في أسعار النفط والوقود ،فالبديل موجود ولكن التكلفة باهظة ومكلفة أكثر.
أزمة تهدد أسر كثير وخاصة من محدودي الدخل في هذا العالم وفي البلدان المستوردة لمادة القمح على ، وعلى حكومات هذه البلدان وضع خطط بديلة وفورية قبل أن تشهد كثير من العوائل صعوبة في تأمين رغيف الخبز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.