بعد مباحثات عدة ووساطات ، يبدو أن المفاوضات اليوم أيضا لم تسفر عن أي شيء يذكر ، موسكو تواصل حربها في أوكرانيا والمفاوضات مستمرة لبحث خطة سلام مؤقتة.
تناولت هذه المفاوضات 15 بندا ، تتمحور نقاطه حول الشروط الروسية والمطالب الأوكرانية لإنهاء الحرب .
حيث يقول الكرملين أن الحرب على أوكرانيا تستهدف تدمير قدراتها العسكرية ، وتطهير كييف ممن تصفهم موسكو بالقوميين النازيين.
حيث أن موسكو طلبت من كييف إنهاء جميع أشكال التعاون العسكري بينها وبين الناتو وإخراج جميع المستشارين العسكريين والمدربين الغربيين ، وشحنات الأسلحة الأجنبية ، من الأراضي الأوكرانية .
وتطالب روسيا أوكرانيا بتثبيت وضعها دستوريا وقانونيا كدولة محايدة وتعديل دستورها وتغيير بعض البنود فيه ، والتخلي عن رغبتها في الانضمام لأي تكتل كالاتحاد الأوربي وحلف الناتو.
ونزع السلاح الأوكراني بشكل كامل و تحييدها عسكريا على نسق السويد أو النمسا وتقديم ضمانات أمنية أوكرانية لموسكو.
والمطالب الروسية أيضا الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والاعتراف أيضا بدونيتسك ولوغانسك كجمهوريتين مستقلتين .
أما الرد الأوكراني جاء بشكل رسمي من مكتب الرئيس زيلينسكي والذي رفض أن تكون بلاده محايدة على غرار السويد أو النمسا ، وطالبت كييف بانسحاب القوات الروسية من جميع المناطق التي استولت عليها منذ بدء الحرب عليها في 24 من شباط .
ورفضت أي طلب روسي بالاعتراف بجزيرة القرم والمنطقتين دونيتسك ولوغانسك ، وأكدت أوكرانيا على أن الضمانات الأمنية يجب أن تتفاوض عليها كييف وموسكو وأن لاتتدخل الأخيرة في شؤون أوكرانيا مجددا.
ورغم هذه المفاوضات إلا أنه لم يتم التوصل لحل بعد ، فالقوات العسكرية الروسية مازالت تواصل عملياتها في الأراضي الأوكرانية لليوم الحادي والعشرين ومن مختلف المحاور والجبهات وخصوصا في محيط العاصمة.
ومازالت الصواريخ الروسية تسقط في مدنها ، والدفاعات الأوكرانية تقاوم بشراسة.
عمليات إجلاء المدنيين أيضا مازالت مستمرة وسط صعوبة كبيرة في الوصول للكثير منهم وتقديم المساعدات.
وأعداد كبيرة من اللاجئين مازالوا ينتظرون الخروج بأي شكل نتيجة للقصف العنيف من الجانب الروسي.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن ستواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا وإرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا إضافية بقيمة 800 مليون دولار .
وشدد على ضرورة الضغط على روسيا لشل اقتصادها ، حيث يصل حجم المساعدات إلى مليار دولار خلال إسبوع واحد فقط هذه الحزمة الجديدة ستوفر مساعدات غير مسبوقة لأوكرانيا.
وتشمل هذه المساعدات 800 منظومة مضادة للطائرات لضمان أن الجيش الأوكراني سيستمر بوقف الطائرات والمروحيات التي تهاجم شعبه والدفاع عن المجال الجوي الأوكراني .
تتصاعد وتيرة الأزمة رغم طلب الجميع بوقف إطلاق النار ، ويصر الكرملين على شروطه مقابل وقف الحرب على أوكرانيا .
يبدو أن اليد الطولى في هذه الحرب هي صوت المدافع ، واليقين والوقائع يشير أن هذه الحرب ستنتهي بهزيمة بوتين رغم عدم اعترافه بذلك ، انهيار الإقتصاد الروسي والعقوبات الشديدة من شأنها أن تدمر كل خيالاته التوسعية ، هذه الأزمة وحدت الغرب ضد الدب الروسي الذي طغى في الأرض ، وجر العالم إلى مصير مجهول.
“ومن يبذر الشوك يجنِ الجراح”