إن مهنة الطب البشري في كل العصور مهنة إنسانية دون منازع، فقد عرفت كل الأزمنة أن معظم من عمل بها كان هدفه إنساني قبل كل شيء لكن أطباء عصرنا الراهن الكثير منهم يبحث عن الكسب المادي رغم أن جميع المهن والحرف تعرضت لهزات إقتصادية إلا مهنة الطب فقد أصبحوا يملكون المليارات ودائما يبحثون عن المزيد حتى لو كان على حساب الشعب المسكين، واليوم فجعنا بخبر رفع عدد من الأطباء العاملين في الحسكة والقامشلي تسعيرة المعاينة الطبية إلى نحو ٢٠ ألف ليرة ما أثار حالة من الاستياء عند المدنيين ووصلت تعرفة أطباء القلبية والجراحة العامة إلى نحو ٢٥ ألف ليرة سورية الأمر الذي تسبب بحالة من الغضب نتيجة سوء الأوضاع المعيشية مع ارتفاع أسعار الأدوية وتدني قيمة الرواتب، إن بعض الأطباء قاموا برفع تسعيرة المعاينة لأنهم في سباق مع زملائهم من المدن الأخرى كحلب ودمشق فقد وصلت المعاينة إلى خمسين ألف ليرة سورية فإذا دخلت اي عيادة لأي طبيب تجد العيادة مزدحمة بالمرضى يجلسون في العيادة وفي الممر وعلى الدرج ومايدل على زيادة جشعهم تجدهم لايضعون في غرفة الإنتظار لامدفئة في الشتاء ولا مكيف في الصيف حتى أن بعضهم يرفض معاينة المريض الذي لا يستطيع دفع ثمن كامل المعاينة وهناك منهم من طرد المريض الذي لايقدر على دفع ثمن المعاينة فمتى تهزتز عندهم مشاعر الإنسانية أصحاب مهنة الطب.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى