تحاول أوروبا الخروج من قفص روسيا عبر الطاقة والنفط ، وتتكاثف الجهود الأوربية لتقليص الاعتماد على روسيا ومازالت مستمرة حتى اللحظة لإيجاد البديل ، ولكن يبدو أنها جهود خجولة ، غير قادرة حتى اللحظة الاستغناء بشكل كامل عن موارد الطاقة الروسية والتي تمر عبر الأراضي الأوكرانية إلى الدولي الأوربية.
حيث يحصل الاتحاد الأوربي على حوالي 40% ، من واردات الغاز الطبيعي من روسيا ، وتعتبر ألمانيا أكبر مستورد في التكتل وتعتمد على روسيا في الحصول على أكثر من ثلثي غازها الطبيعي ، وتليها في المرتبة الثانية ايطاليا.
وأمريكا تقول أن هذا الواقع جعل استجابة الغرب لدعوات فرض عقوبات على الغاز الروسي محدودة جدا.
تمثلت جهود ألمانيا بإيقاف التصديق على خط أنابيب
“نورد ستريم 2” الذي كان من المتوقع أن يضاعف وارداتها من الغاز.
وتستمر الدول الأوربية في البحث عن سبل لتعزيز استخدام المصادر البديلة ، وواحد من هذه السبل هو الغاز الطبيعي المسال ،وتوفر الولايات المتحدة وقطر واستراليا الحصص الأكبر منه غير أن الكثير من إمداداتها تذهب إلى المستوردين الآسيويين ، مثل الصين واليابان.
ولكن المشكلة الأولى في استيراد الغاز المسال هو الحاجة لبناء مرافق لاستقباله ، وزيادة واردته أيضا ، ومن أجل ذلك وافقت ألمانيا على خطط لبناء محطتين جديدتين للغاز الطبيعي المسال وعملية استكمال البناء من الممكن أن تستغرق 3 سنوات.
والمشكلة الثانية تكمن في دخول أوربا في حالة تنافس مع المستوردين الآسيويين لتأمين إمدادات موثوقة وتوقيع عقود طويلة الأمد لتثبيت الطلب.
كما أن أمريكا عمدت عام 2016 لبناء منشآت للغاز الطبيعي المسال وجددتها خلال سنوات ومن الممكن سيكون لديها خطط بديلة للتصدير.
ذكرت صحيفة النيويورك تايمز أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا جعلت من الغرب أن يكون أكثر شراسة وأظهرتها كقوة عظمى قادرة على تغيير النظام العالمي وتعزيز القيم الديمقراطية الليبرالية ،
وأضافت التايمز البريطانية ، أن العقوبات الغربية التي دعمتها دول الاتحاد ساعدت على شل الاقتصاد الروسي
فيما تحركت دول أوربية عدة لزيادة الإنفاق العسكري لتصبح أكثر اكتفاء ذاتيا ، في الدفاع عن أوربا بينها ألمانيا والدنمارك والسويد.
رجحت الصحيفة إمكانية أن تساعد الالتزامات أوربا الجديدة في مواجهة التراجع الديمقراطي العالمي والضغط لمواجهة الحكومات الاستبدادية لافتة إلى أن فشل الديمقراطية في الدفاع عن نفسها مكنت جزئيا دولا مثل روسيا من تنمية خطابها العدائي وفق الصحيفة.
لكن أوربا تواجه تحديا كبيرا فيما يتعلق بتأمين الطاقة مع اعتمادها الكبير على روسيا.