يعتبر شيخ الجبل واحدا من أشرس زعماء الشبيحة إن لم يكن أشرسهم على الإطلاق.
محمد توفيق الأسد ابن أخ حافظ الأسد غير الشقيق فهو الذي أزاح فواز الأسد ابن جميل شقيق حافظ عن عرش التشبيح واجهه لأجله ثم نافسه عليه وصولاً إلى اندلاع مواجهة مسلحة ما بين عناصر أبناء العم الأعداء فقد استخدمت بينهم الأسلحة المتوسطة في محاولة لحسم السيطرة على سكك التهريب ما بين لبنان و سوريا خصوصاً الساحل السوري حلب المزدهرة في تلك الأيام حيث شملت كل شيء تقريباً أهمها السجائر الأجنبية والأسمنت ومختلف مواد البناء باستثناء السلاح إذ كانت المتاجرة به عكس ما يشاع من المحرمات الأمنية في عرف حافظ الأسد صاحب الضوء الأخضر لإطلاق ما يشبه الميلشيا العلوية شبه العسكرية غير المرخصة نظامياً بنية تعزيز إرهابه للمجتمع السوري.
فقد أشهر محمد تحديه الشخصي لفواز خلال النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي حين أطلق على نفسه لقب شيخ الجبل في تسمية تجمع روحية أولياء الطائفة مع البأس الشخصي بل يمكن القول أن مصطلح الشبيحة ارتبط بصعود نجم شيخ الجبل الذي اختار لنفسه موكباً مؤلفاً من سيارات مرسيدس اس ٥٠٠ المهربة سوداء اللون المسماة شعبياً بالشبح سواء في مرافقة شاحنات التهريب أو في تحركاته الشخصية فيما حرص رجاله على الظهور حليقي الرؤوس مطلقي اللحى بالزي الأسود الكامل.
وعندما ذاع صيت شيخ الجبل في دمشق عبر تدوال حكاية لافتات أقرب للوائح الدلالة الصغيرة تحمل اللقب انتشرت ببعض المسالك الجبلية في الساحل لم يخطر ببال حينذاك أن الشيخ ما هو إلا محمد الأسد ذاته أحد الأصدقاء العابرين بمرحلة الدراسة الثانوية.
في تلك السنوات انتقل محمد من القرداحة إلى دمشق للدراسة في الثانوية الصناعية بمنطقة المزة حاملاً معه أحلام العائلة المالكة ما جعله محط الأنظار في بيئة سكنية تعج بأبناء النخبة من عسكر النظام.
ولقد مارس محمد فوقيته على جميع من حوله وترك مسافة في العلاقات معهم وكان يفضل اختيار أصدقائه من خارج الدائرة السلطوية كان يفضل ركوب دارجة نارية ريكس جبلي على ركوب السيارات الفارهة مزايا اثارت مجتمعة اهتمام مراهقات المدارس وسكن لطالب محمد في منزل شقيقه الملازم أول آنئذ زهير الأسد عميد ركن حالياً بضاحية مخصصة لضباط سرايا دفاع لاحقاً الفرقة الرابعة الواقعة على يمين نهاية اوتوستراد المزة بداية طرق لبنان.
وقد قتل فيها أقرب أصدقاء محمد الشاب بطلقة في رأسه بحادثة غريبة لا شهود عيان عليها غير ابن الأسد نفسه الذي ادعى بأنه حاول إسعاف صديقه إلى المشفى دون جدوى.
و اعتمدت التحقيقات رواية محمد القائلة بإطلاق النار على نفسه بالغلط أثناء العبث بمسدس
وقيدت الحادثة قضاء وقدر لكنها تركت أثاراً على علاقة محمد بمحيطه في دمشق جعلته أكثر حذراً في التواصل مع الأشخاص.
كذلك سرعت بقرار عودته إلى اللاذقية ليتابع حياته في التهريب و الإعتداء على الناس وكان دائما يظهر بصورة الزعيم وخصوصا عند نقل المباريات على التلفاز فيجبر مخرج نقل المباريات على التركيز عليه أكثر من المباراة نفسها وتفاجأ الجميع بخبر نعوته ومقتله على إثر خلاف بينه وبين أبناء عمومته وطويت صفحة أخطر شبيحة النظام.