واقع ولسان حال المجتمعات في العالم الثالث، وبين الحداثة والتطور هناك جيل مخضرم عاش و يتعايش بالنقلة النوعية بين الزمنين والفارق بينهما.
أحداث ومواقف تحدث الآن تعود بنا للقديم والعكس كذلك الأمر، فعن ماضٍ ليس ببعيد عن حاضرها اليوم
ألا وهو البساطه واستخدام كل ماهو متوفر داخل منازلنا ومن حولنا.
قد يضحك البعض من المقال
ولكنه في الحقيقه واقع نعيشه في الوقت الحالي بسبب الحروب التي دمرت كل ماهو حضاري في بلادي و عاد بنا الزمان إلى “عصور ماضية”.
مهما تطور الإنسان، هناك أحداث قد تأتي دون أي تخطيط ويعود الإنسان إلى أبسط مايريد من حوله.
إليكم بعض الأدوات التي كنا نستعملها بشكل رسمي ويومي في حياتنا اليومية، حتى كادت أن تكون من مستلزمات المنزل اليومية، وتعتبر إعادة تدوير لأشياء بسيطة يمكن الاستفادة منها في مجالات أخرى، مثل القوارير الفارغة والعلب البلاستيكية و أدوات لاحصر لها، تكاد ذاكرتي تسعفني بها.
مقالي اليوم يتحدث عن “التنكة”، نعم التنكة، يستغرب البعض منها ويتسائل هل يعقل لمرء أن يكتب عن تنكة؟!
نعم ولها حضارة أيضاً…
حضارة التنكة
يجب ألا ننسى تاريخنا، ليس الكنعاني أو الآرمي أو المسيحي او الإسلامي وإنما التاريخ التنكي..
وهو تنكة الزيت عندما كانت تفرغ من الزيت كنا نستعملها لنقل المياه من النهر .. ونسخن المياه بها عندما نستحم، وكانت الأمهات تغلي الغسيل بها، وأحياناً نستخدمها دربكة في الأفراح، ونحتفظ بمونة البرغل أو القمح بها، ونحمل اسمنت بها عندما نريد أن نبني شيئاً، وأحيانا نضعها كرسي ونجلس عليها، وأحياناً نصنع منها عشوش للحمام و الدجاج، وفي الشتاء نشعل النار بها، وأحياناً نستخدمها طاولة نكتب عليها وظائفنا المدرسية، ونضع كتبنا بها، ونزرع الورد والنعناع بها، حتى في الحمام كانت تستخدم التنكة للمياه، ووصلت الأمور إنه إذا أحببت أن تتهم واحدا بالفقر تقول عنه “عايف التنكة”.
ألا يستحق هذا الاختراع شهادة “إيزو” في الخدمات اللي يقدمها للإنسان، فهل من المعقول أن نرجع لحضارة التنكة ؟!!!
فشتان بين الماضي الجميل الذي كنا نعيشه والحاضر المتطور. لكن هي الأقدار والحروب لعن الله من اشعلها وساعد في تدمير بلادنا وبلاد المسلمين والعالم أجمع.
إعداد: حسين الدقليس
تحرير: حلا مشوح