عندما تسلم بوتين السلطة في عام ٢٠٠٠لم تكن هناك عراقيل كثيرة أمام رغبته القوية في إعادة تنظيم روسيا على صورة استخباراتية كما وجد بوتين أمامه شعباً روسياً خاب أمله من وعود بالديمقراطية وبخوف من حالات عنف وفساد حوله وكاد خطاب بوتن الشعبوي بشأن الأمن والكبرياء الوطني أن يتلاشى بسرعة لولا الإرتفاع الكبير في أسعار النفط في بداية الألفية الجديدة فكان يقايض الشعب الروسي على حرياته في مقابل تحقيق الاستقرار له.
لقد استهان العالم الغربي ببوتين و أشاد به كزعيم قوي لدرجة أن روسيا دخلت في عام ١٩٩٧ نادي الدول الثماني الغنية ومضى بوتين في إقناع شعبه بمزاياه وبنفاق العالم الغربي الذي يتعامل مع روسيا كبلد غني ويتغاضى عن سواه فقد ولد فلاديمير فلاديميروفتش بوتين في لينين غراد بطرسبرغ في روسيا في ٧تشرين الأول عام ١٩٥٢ ونشأ في شقة مجتمعية تسكن فيها ثلاث عائلات ويتذكر بوتن اصطياده للجرذان على درج الشقة وقد عمل جد بوتن طاهيا في منزل لينين الريفي وبعد ذلك أعد الطعام مرات عدة لستالين كما حصل بوتن على الحزام الأسود في رياضة الجودو عندما كان في الثامنة عشر من عمره وهو لايزال يمارس رياضات الدفاع عن النفس حيث يصفها بأنها فلسفة حياة.
بدأ بوتن مسيرته في الاستخبارات السوفييتية كضابط استخبارات وقد ظل يشغل هذا المنصب في ألمانيا الشرقية حتى عام ١٩٩٠ وبعدها تقاعد برتبة مقدم وقضى فترة الثمانينات وهو يساعد الشرطة السرية السوفييتية على تجنيد أشخاص يتجسسون على الغرب
وعند عودته لروسيا شغل بوتن منصبا إداريا في جامعة ليننغراد و بعد انهيار الشيوعية عام ١٩٩١ أصبح مستشارا للسياسي الليبرالي أناتولي سوبتشاك وعندما انتخب سوبتشاك رئيسا لبلدية ليننغراد في وقت لاحق أصبح بوتن مسؤول العلاقات الخارجية لديه وعند حلول عام ١٩٩٤ أصبح بوتن أول نائب رئيس عمدة لسوبتشاك ثم عين بوتين رئيسا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي وهو أحد أذرع الاستخبارات السوفييتية سابقا ورئيسا لمجلس أمن يلسن وفي آب عام ١٩٩٩ أقال يلتسن رئيس الوزراء سيرغي ستاباسين وجميع وزرائه ورشح بوتن لخلافته وفي كانون الأول من عام ١٩٩٩ استقال بوريس يلتسن من منصبه في رئاسة روسيا وعين بوتن ليحل محله حتى يحين موعد الانتخابات الرسمية وكان الثمن إصدار بوتين مرسوماً رئاسياً يمنع محاسبة يلتسين على فساده المالي خلال فترة حكمه وأعاد بوتين هيكلة الحكومة وشن حملة تحقيقات في جرائم متعلقة بالمعاملات التجارية لمواطنين وعسكريين روس في مناصب رفيعة لكي يبسط سيطرته على الحكم فأصبح صاحب القرار الأوحد الذي يفعل مايريد دون محاسبة ولا انتقاد.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير: حلا مشوح