تعتقد موسكو بأن لديها أوراق قوة أهمها ورقة الطاقة في وجه الإتحاد الأوروبي، الذي يستجر كميات كبيرة من الغاز الروسي، وبعض المواد الخام والمعادن ،ولكن هل ستكون العقوبات غير مؤثرة كما تعتقد روسيا أو تتوهم، فيعتقد بوتين أن الغرب لن يكون جادا في فرض هذه العقوبات، وإنه بكافة الأحوال يبدو غير مكترثاً ويعتبرها فرصة لها كي تعيد حساباتها بالتعامل مع موسكو، فلسان حاله يقول من سيحل محل الغاز الروسي أوروبيا، ومن سيعوض خسارة أوروبا، فالعقوبات والحال هذه هي سيف ذو حدين يوثر على روسيا نعم، لكنه سيؤثر كذلك سلبا على أوروبا وخاصة دول صناعية كبيرة كألمانيا، وستكون برلين أكبر المتضررين، بالإضافة إلى باقي الدول الأوروبية، ولكن بالمقابل ستتضرر قطاعات صناعات السلاح والطاقة والفضاء في روسيا من العقوبات المرتقبة، لأن الإتحاد الاوروبي سيتضرر نعم والخاسر الاكبر هي روسيا بكافة قطاعاتها، والبداية مع إخراج موسكو من نظام التحويل المصرفي سويفت، مما سيؤدي إلى انكماش اقتصادها وهبوط قيمة عملتها بشكل تلقائي، وستعاني من التضخم على كافة الأصعدة، خصوصاً إذا استغنت ألمانيا عن مشروع نورد ستريم، وستلحق بركب إيران التي لم ينفعها حجم إنتاجها الهائل من النفط ولن تفيدها الأسواق الصينية والهندية الغير ملزمة بالعقوبات الغربية وتطول قائمة التأثير السلبي للعقوبات على روسيا، وفي مواجهة سيف العقوبات، داخليا يتم الحديث في روسيا عن ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير قطاعات الصناعة والزراعة أكثر فأكثر، حيث تملك البلاد احتياطات مهولة من الذهب والنفط والمعادن، لكن لا يتم استغلالها وتوظيفها بطريقة صحيحة، بما يؤهلها للتربع على هرم الدول الصناعية والثرية، فموسكو حبست نفسها في مجالي صناعات السلاح والطاقة، مع اهمال بقية القطاعات الانتاجية الحيوية، فروسيا لم تتحمل تكاليف الحرب في سوريا فكيف بها إذا واجهت الغرب، خصوصاً مع الفارق الكبير جدآ في حجم الإنفاق العسكري، فهل سيغامر القيصر الطامح وينفذ مخططاته ويغزو كييف بعد إعلانه الإعتراف باستقلال اقليمي لوهانسك ودونباس شرق أوكرانيا، أم أنه يحاول الصيد في الماء العكر واختبار ردة فعل الغرب.
إعداد: باسمة
تحرير: حلا مشوح