تهدد نذر الحرب مع أوكرانيا الإقتصاد الروسي فإن سوق الأسهم معرض لخطر الانهيار الكبير مما يؤدي إلى تهاوي الروبل معه إلى الأسفل إضافة إلى ارتفاع الأسعار الكبير مقارنة بالأجور التي لا تتغير لكن كل هذه النذر لم يثنِ بوتين عن حربه وعدوانيته
فموسكو كانت تستعد لذلك فخطاب الكرملين يشير إلى استعداده للتضحية بالإقتصاد لتلبية طموح وعنجهية بوتين في إعادة رسم البنية التحتية الأمنية التي كانت موجودة منذ نهاية الحرب الباردة وذلك عبر حشد القوات على الحدود الأوكرانية والمخاطرة بحربه المقدسة كما وصفها قساوسته
فهناك أسبابا تجعل هذه الحسابات المعقدة ممكنة فعلى الرغم من سنوات من العقوبات والوباء فإن الاقتصاد الروسي مجهز بشكل أفضل من كثيرين للنجاة من الأزمة ومع كل ذلك فليس هناك الكثير مما يمكن أن يخشاه بوتين في الداخل فقد تراجعت المعارضة السياسية وأُجبرت على الصمت شبه التام حتى في الوقت الذي يتحسر فيه الروس العاديون على رواتبهم التي تناقصت وتبخرت
و إن السياسة الخارجية أكثر أهمية لبوتين من العواقب الاقتصادية في الديمقراطيات مثل هذه القرارات لها ثمن سياسي وفي روسيا بوتين لا يخشى الإستياء العام فقد سحقت المعارضة على يد عجرفة بوتين وهو يعتقد أن الدعاية والرقابة ستمنعان الناس من معرفة مدى سوء الوضع فقد أثر ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام ٢٠١٤ و فرض الغرب عقوبات عليها مما أدى إلى انخفاض قيمة الروبل ومع تفاقم العقوبات بسبب التدخل في الإنتخابات وتقلب أسعار النفط وتفشي وباء كورونا لم ينعش الروبل بل تراجع
والتداعيات والظروف الدولية عطلت الفكرة التي سوقها بوتين لفترة طويلة للروس والتي تقوم على توفير ظروف معيشية أفضل حتى لو تم تقليص الحريات السياسية لكنه قدم لهم شيئا آخر بدلا من ذلك فهو يحلم بإمبراطورية روسية صاعدة تقف بوجه الغرب فبدأ بوتين يؤمن بمهمته التي يعتبرها تاريخية وأن الروس مدينون له وعليهم تفويض الزعيم الأوحد بكل المسؤولية فبوتين وذهابه إلى الحرب مع أوكرانيا هو شأن شخصي ومسألة حياة أو موت لكنها ستكون ليست له فقط وأيضا لروسيا فمن يصفق للطغاة عليه أن يتحمل تبعية تهوره.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير: حلا مشوح