محمود الزعبي وكيف ضحى به الأسد

محمود الزعبي من مواليد درعا وهو ابن عائلة عريقة وهي عائلة الزعبي وعمل بعد تخرجه بوزارة الزراعة ثم عين مديراً عاما لمشروع حوض الفرات في محافظة الرقة ومنها إلى وزارة الزراعة ومجلس الشعب.
انتخب رئيساً لمجلس الشعب من ١٦تشرين الثاني عام ١٩٨١ م إلى ١٨شباط عام ١٩٨٧ م.
ثم عين رئيساً للوزراء بتاريخ ١تشرين الثاني عام ١٩٨٧ م خلفاً لعبد الرؤوف الكسم واحتفظ بالمنصب حتى ٧آذار عام ٢٠٠ج م حيث قدم استقالته بسبب اتهامات بالفساد وسوء الإدارة
طرد لاحقاً من عضوية حزب البعث الحاكم في سوريا ووضع تحت الإقامة الجبرية في منزله.
وقرر رئيس النظام السوري حافظ الأسد في أيار عام ٢٠٠ج طرد محمود الزعبي من حزب البعث نتيجة تفشي الفساد في الحكومة لدرجة باتت تهدد النظام كما قرر محاكمته بسبب فضيحة طائرات  إيرباص الفرنسية وقد وجهت التهم رسمياً إلى محمود الزعبي وعدد من كبار الوزراء بتقاضي عمولات غير مشروعة تقدر بـ ١٢٤ مليون دولار أمريكي فيما يتعلق بشراء ٦ طائرات إيرباص للخطوط الجوية السورية تمت عام ١٩٩٦ م.
ورد في لائحة الاتهام أن التكلفة العادية للطائرات كانت ٢٥ج مليون دولارا أمريكيا لكن الحكومة دفعت ٣٤٧ مليون دولار وأن شركة إيرباص أرسلت ١٢٤ مليون دولار لكبار الوزراء.
أما الوزراء المتورطون بالصفقة كانوا وزير النقل ووزير الاقتصاد وقد حـكم عليهما بالسجن لمدة عشر سنين.
أما شركة إيرباص الفرنسية فقد أنكرت دفع أية أموال للمسؤولين السوريين ومن المثير للاهتمام أن الحكومة السورية لم توقف تعاملها مع شركة إيرباص فقد أعلنت في أيلول عام ٢٠٠٣ م عن نيتها شراء ست طائرات إيرباص أخرى للخطوط الجوية السورية رغم أن البيان الرسمي للمحاكم السورية ذكر أن شركة إيرباص دفعت أكثر من مئة مليون دولار أمريكي على شكل رشاوى للمسؤولين السوريين وكل هذه الأموال كان هدفها استعادة الأموال التي سرقها باسل الأسد ووضعها في بنوك غربية فأراد حافظ أسد أن يحرق آخر ورقة من ذاكرة من علم بها من السوريين وهو محمود الزعبي فكانت التضحية به كي لا يبقى أثرا لها
وفي ٢١أيار عام ٢٠٠٠ م وعندما كان محمود الزعبي تحت الإقامة الجبرية في منزله قامت دورية للقصر الجمهوري بقتله بإطلاق رصاصتين على رأسه في بيته وأعلنت وسائل إعلام النظام بإصدار بيان بأن محمود الزعبي مات منتحرا كي لايبقى أثرا يثبت سرقات الفارس المظلي المغوار.

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.