إيران والحقد التاريخي للعرب

إن دولة إيران تضم الكثير من القوميات فتجد فيها الفرس والبلوش والكرد والعرب لكن كل ذلك لم يغسل الحقد الكبير من قلوب من يحكم هذه الجمهورية التي تدعي أنها إسلامية فيرى الفرس أنهم متميزون لانتسابهم للجنس الآري الذي يجمعهم بالهنود والألمان واسم إيران مشتق من كلمة الآري لذلك يتعالى ويتكبر الفرس على ما سواهم وينظرون بشكل خاص للعرب وتاريخهم وحضارتهم العربية الإسلامية بدونية ويعتبرون العرب بدوا متوحشين ومتخلفين وسفاكي دماء وهناك الكثير من النعوت والأوصاف التي لا تليق ويكاد يجمع عليها الكتاب والأدباء والشعراء والمفكرون الفرس في الأدبيات الإيرانية وتصريحات وخطب قادة إيران اليوم تشهد على ذلك.
ولحسابات تاريخية وجه الفرس جام غضبهم تجاه العرب وبشكل خاص يفوق ما خص غيرهم من القوميات فقد أساؤوا ذكر العرب وصوروهم بأبشع الصور وصوروا بهم كل سلبية تقريبا.
فيعتقد الفرس أن العرب دمروا حضارتهم الفارسية ونشروا الإسلام ومن الفرس من يكرهون الإسلام ويعتبرونه دينا عربيا يدعو للاضطهاد ويربطون تخلفهم وتشويه لغتهم وتاريخهم الفارسيين بالعرب وبالإسلام. لذلك فقد دعا بعض الفرس لإزالة الكلمات العربية من لغتهم الفارسية وينادي هؤلاء بالعودة للثقافة الآرية ويفخر الفرس بالديانة الزرادشتية التي سبقت الإسلام ويفتخرون بماضيها ولا يفتخرون بالإسلام والبعض منهم يعتبر الحضارة الزرادشتية أكثر حضارة حتى جاء الفتح العربي الإسلامي وقضى على حضارتهم واستبدلوها بحضارة الدم والعنف والوحشية وقد غاب عن ذاكرة الفرس الحضارة العربية قبل الإسلام الممثلة في الممالك والدول العربية المعينية والسبئية والقتبانية والحضرمية والنبطية والحميرية. كما غاب عن الفرس ما قاموا وفعلوا بالعرب قبل الإسلام على عرب المناذرة في الحيرة وما حولها واجتياحهم للدولة الحميرية في اليمن إلى أن جاء الإسلام وانتهى احتلالهم لها واعتنق حاكمها الفارسي عندئذ بدهان الإسلام عام ٦٢٨م ومع ذلك لم يكره العرب الفرس ولم يحقدوا عليهم بسبب اعتداءاتهم واحتلالهم لأراضيهم العربية والملاحظ هنا أن الغالبية من الفرس هم شيعة ويعتنقون الإسلام كما يرونه وهذا بالتأكيد يتناقض مع كرههم وعنصريتهم تجاه العرب الذين أتوا لهم بالإسلام مع ذلك لاتزال هزيمتهم في معركة القادسية محفورة بذاكرتهم التاريخية رغم مضي مئات السنين ويبنون عليها حقدهم وكرههم للعرب وظاهر ذلك في السياسات الإيرانية لدرجة أن الفارسي الحقود الخميني قائد ثورتهم كان يرفض أن يتحدث بالعربية رغم إتقانها مع المسؤولين العرب الذين هرولوا لمباركة نجاح ثورته المشؤومة.

 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.