عشنا في سوريا فكل مغنمة لآل أسد المعلم الأول والقائد الأوحد والمظلي الأول والطبيب الأول هذه مسميات لايمكن أن تطلق إلا على آل أسد وأي شخص يحاول أن يصل إلى هذه الرتب يتم إعتقاله كما فعلوا بالفارس السوري عدنان قصار كابتن المنتخب السوري للفروسية الذي هو من عائلة دمشقية هوت تربية الخيول لأجيال طويلة ويعود لها الفضل في تأسيس نادي الفروسية الوحيد في دمشق وهو الديماس
توج قصار بالكثير من بطولات رياضة الفروسية أبرزها دورة البلقان في ١٩٩١ وفوزه رفقة بقية الفرسان السوريين بذهبية بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في ١٩٩٣ التي أقيمت في فرنسا.
وكانت بداية خلاف عدنان قصار مع باسل الأسد ابن حافظ الأسد
في نفس النادي الذي أسسه قصار كان يتدرب باسل الأسد الابن الأكبر لحافظ الأسد ولم يكن يتقن الكثير من مهارات الفروسية ولا كيفية التعامل مع الخيول أبدا
ورغم كل ذلك كان باسل يريد فرض آرائه على النادي ويملي تعليماته بشأن كل ما يخص الخيول والنوعية التي يجب شراؤها وما إلى ذلك من تدخلات فكانت هذه النقطة هي بداية الخلاف
وصلت الخلافات بين الكابتن عدنان قصار وباسل الأسد إلى ذروتها أثناء بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في عام ١٩٩٣ التي أقيمت في منطقة لنكدونك روسيون بفرنسا.
في مسابقة الفروسية للفرق كانت المنافسة على أشدها بين المنتخبات المشاركة حيث إن الفريق الذي سيتوج بالذهبية هو من سيتمكن من جمع نقاط أكثر عن طريق فرسانه
في ذلك اليوم ارتكب باسل العديد من الأخطاء وأوقع عدة عوارض مما تسبب بخسارة الفريق عدد كبير من النقاط.
في حين دخل بعد عدنان قصار وتمكن من الخروج من الجولة بدون ارتكاب أي خطأ فأعاد رفع معدل المنتخب وتتويجه في نهاية الأمر.
بعد مرور نحو سنة من الحادثة كان عدنان قصار خارج الحلبة ومعه حقيبة مستلزماته ينتظر خروج باسل الأسد من التدريب حتى يتدرب هو الآخر.
بعد دخوله الحلبة بدقائق قليلة تفاجأ بدخول عدد كبير من عناصر الأمن إلى الحلبة واعتقاله من على حصانه موجهين له تهمة حيازة متفجرات داخل حقيبته ومحاولة اغتيال باسل الأسد.
وبعد أن تم اعتقاله تم تحويله إلى فرع الأمن العسكري في دمشق ومن ثم تم تحويله إلى واحد من أقذر السجون السورية من حيث معاملة الضباط وهو سجن تدمر العسكري الواقع وسط الصحراء وهو سجن خاص يحتجزون به المعتقلين العسكريين والسياسيين.
لم يتم تحويل قصار لأية محاكمة كما أنه حرم من حقه بتوكيل محام للدفاع عنه حتى إنه نقل إلى سجن تدمر من دون أن يعرف عدد السنوات التي سيقضيها.
أمضى في المعتقل أكثر من عشرين سنة لايعلم شيء عن أهله ولايعلمون عنه شيء عذاب وضرب وإهانة لدرجة أنه عندما قتل باسل قام الجلادون بتعذيبه أشد أنواع العذاب وتم إخراجه من السجن مريضا متعبا لكي لايقال أن سوريا لم تنجب فارسا سوى باسل.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى