تعتبر ساحة المرجة ساحة عريقة تتوسط مدينة دمشق في سوريا وقد أنشئ فيها نصب تذكاري في عام ١٩٠٧ عرف باسم نصب ساحة المرجة ووضع في وسط الساحة أو المرج الأخضر كما كانت تسمى سابقا.
فقد قام بصنع هذا النصب الفنان الإيطالي دارونكو وذلك بتكليف من الدولة العثمانية بعد فتح خط سكة حديد الحجاز المنطلق من دمشق إلى الديار المقدسة في مكة والمدينة المنورة وقد جعلت دمشق مركزا اتصالات برقية تلغراف لربط مدن العالم الإسلامي بمدينة دمشق كمركز اتصالات للدولة العثمانية بعد إسطنبول
والنصب عبارة عن عامود مرتفع ضخم مزخرف بطريقة جميلة ومعبرة قاعدته من حجر البازلت الأسود وفي أعلاه مجسم رائع جامع سراي في إسطنبول وضع النصب في عهد والي دمشق حسين ناظم باشا.
وفي زمن الأسد تم تحويل الساحة التاريخية إلى مركز لفنادق الرذيلة بموافقة من قبل نظام الأسد يعني رذيلة برخصة فلو ذهبت إلى ساحة المرجة اليوم سيصادفك من يلبي طلبك على الفور وربما يخطف حقيبتك ويسبقك إلى الفندق الذي اختاره لك مع غمزة لها معناها في حال لديك رغبة بليلة خاصة آخر يقترح عليك ملهى قريب وسائق تاكسي يضع سيارته تحت تصرفك لقضاء نهار في المتنزهات المحيطة بالمدينة و ستستيقظ بمزاج مضطرب غالباً وخصوصاً إذا كان سريرك على السطح بجوار غرباء لا تعرفهم هم جنود في إجازة أو عمال مياومون أتوا من محافظات بعيدة بحثاً عن فرصة عمل في العاصمة.
في المقاهي المحيطة بالساحة ستلتقي تجار عملة وسماسرة فيزا مزورة إلى الخليج ومرضى في عيادة أطباء مشهورين وبنات هوى جولة بسيطة في محيط الساحة ستقنعك بأن دمشق كلها مختزلة في هذا المحيط هذا عدا الأطباء ومكاتب المحاماة ومكاتب تعقيب المعاملات وهناك باعة الحلويات الدمشقية وسوق السمك والخضروات وسلال القش وسوق الطيور وباعة العطور المركبة والكحول المهربة وجماعةالقطعة بعشر ليرات قديما والآن القطعة بألف والأقراص المدمجة والكاسيتات القديمة ومحال بيع الحقائب من مقهى علي باشا سيطالعك النصب تحت هذا النصب بنيت أعواد المشانق لشهداء ٦ أيار ثم مكان دائم لإعدام المجرمين كان أهالي الأحياء المحيطة بالساحة يتجمهرون فجراً لحضور شنق أحد المجرمين. هكذا تم تحويل إحدى أعرق ساحات دمشق الخالدة من رمز للمدينة إلى مكان يخجل أي شخص أن يمر به خوفا من أن يراه أحد فيه.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى