من هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي

أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، المعروف أيضاً باسم الحاج عبد الله وعبد الأمير محمد سعيد صلبي، شغل المولى منصب القيادي العام لتنظيم الدولة “د ا ع ش”، حيث خلف البغدادي في قيادة تنظيم الدولة “د ا ع ش”.

وقد انضم هذا الضابط السابق في الجيش العراقي، وهو خريج العلوم الإسلامية من جامعة الموصل، إلى صفوف تنظيم القاعدة، بعيد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، بحسب مركز “مشروع مكافحة التطرف” البحثي.

وسُجن المولى في العام 2004 في سجن بوكا الأمريكي، الذي كان يعتبر أرضاً خصبة للفكر الجهادي، وهناك التقى بالبغدادي.

وبعدما أطلق سراحه لأسباب غير معروفة، انضم إلى زميله في السجن، الذي سيطر في العام 2010 على الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، قبل إنشاء تنظيم الدولة “د ا ع ش” في العراق.

وبحسب مركز الأبحاث نفسه، فإن “المولى صعد سريعاً إلى الصفوف القيادية في التنظيم، وكان يلقب بـ”البروفيسور” و”المدمر” واكتسب سمعة الرجل المتوحش، لا سيما من خلال القضاء على خصوم الأمير داخل التنظيم.

وشهد مسقط رأسه في تلعفر التي تبعد نحو 70 كيلومتراً عن الموصل كبرى مدن محافظة نينوى بشمال العراق، طفرة في مصانع المتفجرات وغرف التخطيط لشن هجمات.

وكان المولى قياديًا إرهابيًا بارزًا في تنظيم الدولة “د ا ع ش” وترقى بثبات في الرتب ليتولى دور نائب زعيم التنظيم بصفته أحد أبرز المطبقين للعقائد التي يتبناها تنظيم الدولة “د ا ع ش”، وساعد المولى في قيادة وتبرير اختطاف الأقلية الإيزيدية بشمال غرب العراق والاتجار بهم، كما قاد بعض العمليات الإرهابية الدولية للتنظيم.

ويبدو أن المسار الذي أوصل هذا الرجل ذو الأصول التركمانية، المولود على الأرجح في العام 1976، إلى سدة القيادة، غير واضح داخل تنظيم الدولة “د ا ع ش” كان جميع قيادييه السابقين من العرب، ومن نسب هاشمي قرشي فعلي، فلم يكن اسمهم لقباً للتغطية على أصوله، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإشارة في تقرير صادر في كانون الثاني/يناير 2020، إلى أنه “خيار مؤقت، إلى حين إيجاد التنظيم أميراً يتحلى بشرعية أكبر”.

وبتاريخ 18مارس/آذار 2020، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية المولى بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة. ونتيجة لهذا التصنيف، ومن بين عواقب أخرى، تم حظر جميع ممتلكات المولى والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد قالت في تقرير سابق لها إن أبا إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي بايعه تنظيم الدولة “د ا ع ش” خلفاً لأبي بكر البغدادي، عمل مخبراً للأمريكان خلال سجنه في العراق.

وذكرت أنه تم تصوير المعتقل العراقي “M060108-01″، في إشارة إلى القرشي على أنه سجين نموذجي، “متعاون” مع سجانه الأمريكي، حتى أنه بدا وكأنه يبذل قصارى جهده ليكون مفيداً، خاصة عندما يعرض عليه فرصة للإبلاغ عن منافسيه داخل تنظيمه.

وحسب “واشنطن بوست”، فقد قدم القرشي على مدار عدّة أيام من استجوابه عام 2008 توجيهات دقيقة حول كيفية العثور على المقر السري للجناح الإعلامي للتنظيم، وصولاً إلى أدق التفاصيل مثل لون الباب الأمامي.

وعندما سئل عن القائد الثاني للمجموعة وهو سويدي من أصل مغربي يدعى “أبو قسورة”، رسم القرشي خرائط لمكان التجمع حيث يسكن الرجل، وتمكن الجيش الأمريكي بعد أسابيع من هذه المعلومات، من قتل أبو قسورة في غارة على مدينة الموصل العراقية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق السرية التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، أظهرت أن القرشي كان مخبراً غزير الإنتاج وقد قدم عشرات التفاصيل التي لا تقدر بثمن ساعدت من يحاربون التنظيم الذي كان يرأسه قبل مقتله.

وبدوره، صرح كريستوفر ماير، مساعد وزير الدفاع للعمليات الخاصة في وقت سابق قائلاً إن “القرشي واسمه الحقيقي أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى فعل الكثير لإنقاذ رقبته، وكان لديه سجل طويل من العداء تجاه الأجانب في تنظيم الدولة “د ا ع ش”.

ولفتت الصحيفة إلى أن القرشي عراقي الجنسية والذي كان يبلغ 31 عاماً حين اعتقل أواخر 2007 أو مطلع 2008، خضع لعشرات الاستجوابات من قبل المسؤولين العسكريين الأمريكيين، وأن التاريخ الدقيق لإطلاق سراحه غير معروف لكن سجل الاستجواب توقف في يوليو 2008.

وكانت وكالة “رويترز” أفادت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 بأن تنظيم الدولة “د ا ع ش” أعلن مبايعة القرشي خلفاً للبغدادي، الذي تمت تصفيته في الـ27 من الشهر ذاته.

 

تحرير: حلا مشوح 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.