وضاح اليمن الشاعر الذي دُفن حيا،،

فمن هو :
الشاعر عبد الرحمن بن إسماعيل الحميري المعروف بوضّاح اليمن (ت.89 هـ/ 708م) ومن اشعاره :
ليت هندا انجزتنا ماتعد
                      وشفت انفسنا مما تجد
كُلّما قلتُ متى ميعادُنا
               ضحِكَتْ هندٌ وقالت بعد غد
وضّاح اليمن هو شاعر غزل وسيم حتى أنّه كان من شدّة وسامته؛ يضع قناعا على وجهه درءا للحسد وفتنة النساء به معا
أمّا وضّاح فهو شاعر غزل وسيم حتى أنّه كان من شدّة وسامته؛ يضع قناعا على وجهه درءا للحسد وفتنة النساء به معا. وكان قد شبّب بأمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان (أخت الخليفة عمر بن عبد العزيز)، وامرأة الخليفة الوليد بن عبد الملك. وكان ذلك بطلب منها، وهي في الحجّ؛ إذ كانت تصبو مثل غيرها من حرائر قريش إلى أن يتغزّل بها الشعراء. وخشي بعضهم غضب الخليفة، مثل كثيّر عزّة، وتجرّأ وضّاح فتغزّل بها. فأحبّته وأحبّها، وطلبت منه أن ينتقل إلى الشام؛ وأن يمدح زوجها، حتّى تتوطّد علاقته بالقصر؛ ويكون بميسورها أن تراه بين الفينة والفينة. وهو ما تمّ، وهي بهذا المكر؛ إنّما كان تستدرجه، من دون أن تدري، إلى حتفه. ولحكّام العرب، ولع وشغف بالمدح، وكان الشاعر بمثابة الصحافي الذي يرهن قلمه في خدمتهم، فتعمَى أبصارهم وقلوبهم. وهكذا أصبح وضّاح من خاصّة الخليفة،  وكان يتردّد على مخدعها أو بيتها، ويقيم عندها كما تقول القصّة؛ والخليفة المخدوع ساهٍ غافل القلب عن ذكر وضّاح لكن الخليفة علم بالأمر
فحمل الصندوق الذي كان يتخفى به ورمي في حفرة ودفنه لكي لايبقى أثرا له ولقصته.
وقد احب روضة بنت عمرو وقال فيها وعن إحدى مغامراته معها :
سموت إليها بعدما نام بعلها
                     وقد وسدتة الكف في ليلة الصرد
أشارت بطرف العين أهلا ومرحبا
            ستعطى الذي تهوى على رغم من حسد
ألست ترى من حولنا من عدونا
                        وكل غلام شامخ الأنف قد مرد
فقلت لها إن امرؤ فاعلمنه
                     إذا ما أخذ السيف لم احفل العدد
وله قصيدة حوارية مع روضة :
قالت الا لا تلجن دارنا
                             إن أبانا رجل غائر
قلت فإني طالب غرة منة
                            وسيفي صارم باتر
قالت فإن القصر من دوننا
                      قلت فإني فوقة ظاهر
قالت فإن البحر من دوننا
                       قلت فإني سابح ماهر
ومن تشببه بأم البنين قوله :
صَدَعَ البيـنُ و التَّفَرُّقُ قلبي
                             و تولَّتْ أمُّ البنينَ بِلُبِّي
ثوتِ النفسُ في الحُمُولِ لَدَيها
                     وَتَوَلَّى بِالجِسْمِ مِنِّي صَحبي
وِ لِقِد قُلتُ و المدامعُ تجـري
                          بدموعٍ كأنها فَيْضُ غَرْبِ
ومن مدحه للخليفة الوليد قوله ;
اذا سار الوليد بنا سرنا
                           الى خيل تلف بهن خيلا
وندخل بالسرور ديار قوم
                         ونعقب اخرين اذى وويلا
فكان وضاح صاحب الغزل والمغامرات شاعراً جميلا متغزلا لدرجة أن الكثيرات كن يتمنين أن يتغزل بهن وضاح.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.