دمشق – أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان رسمي، وصول وفد رفيع المستوى يضم ثلاثة دبلوماسيين كبار إلى العاصمة السورية دمشق. يأتي ذلك للقاء القائد في إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية، أحمد الشرع، المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”.
وأوضحت الخارجية الأميركية أن الوفد يسعى للكشف عن مصير الأميركيين المفقودين، بمن فيهم الصحفي أوستن تايس والطبيب مجد كم الماز، إلى جانب مناقشة دعم الولايات المتحدة للمجتمع المدني السوري.
وفي مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ”، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن تنتظر خطوات ملموسة من الإدارة السورية الجديدة نحو بناء حكومة شاملة وانتقالية. وأضاف بلينكن أن هناك مراجعات جارية بشأن إمكانية رفع العقوبات عن سوريا وشطب هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات المتطرفة.
من جهته، دعا أحمد الشرع خلال تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإزالة تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة متطرفة، مؤكدًا أهمية تهيئة ظروف ملائمة للحوار الوطني والمصالحة.
وعلى الصعيد الأوروبي، دعت مفوضة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الإدارة السورية الجديدة لاتخاذ خطوات إيجابية تُظهر التزامها بالإصلاحات. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لدعم سوريا في حال تنفيذ إصلاحات ملموسة.
من جانبه، شدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري. فيما أكد الأمين العام أنطونيو غوتيريش أهمية تحقيق حوار شامل ووقف دائم لإطلاق النار.
وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، أعرب أحمد الشرع عن تطلعه إلى بناء دولة القانون التي تحترم التنوع والاختلاف، معتبرًا أن ذلك ضروري لسوريا الجديدة. كما أشار إلى أهمية تجاوز مرحلة الانتقام والتركيز على المحاسبة القانونية في ملف المختفين قسريًا.
وأضاف الشرع أن “الثورة السورية انتهت بسقوط نظام بشار الأسد”، مؤكدًا أن سوريا الجديدة لن تكون منصة لتهديد أمن أي دولة عربية أو خليجية. وأشاد بتراجع المشروع الإيراني في المنطقة، معتبراً أن الأمن الخليجي أصبح أكثر استقرارًا.
وفي سياق التعاون الإقليمي، أعرب الشرع عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات مع السعودية، خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية، مؤكدًا وجود تقاطعات إيجابية يمكن البناء عليها لتحقيق مصالح مشتركة.