سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
في بداية الثورة السورية استطاعت بعض التنظيمات الليبرالية والحركات الدينية وجزء من أعضاء ممن أطلقوا على أنفسهم تنسيقيات الثورة المحلية ، وخصوصا من كان في الخارج ، من تشكيل ما يشبه التجمعات والتحالفات المعارضة أو الكيانات السياسية غير المتجانسة، هدفها إسقاط النظام بأي شكل من الأشكال حتى ولو كان هذا عن طريق مساعدة دولية أو تدخل عسكري أجنبي.
أما بعض الأحزاب اليسارية والاشتراكية والقومية ، وخصوصا في الداخل، فقد طالبت بإصلاح النظام فقط، معتبرة إسقاطه بقوة السلاح أمراً صعب المنال، وأن الاستعانة بالأجنبي ستجر البلاد إلى حرب طائفية طاحنة، مستحضرة التجربة العراقية كمثال، متناسية أن حليفها السلطوي الذي تشبث بالكرسي حتى آخر رمق من خلال شعار جنوده، أثناء اقتحامهم للمدن والقرى “الأسد أو نحرق البلد”.
وكان أول من لمح بسلاح الطائفية عبر ضباطه المشبعين باللحم الطائفي، ثم دفع بالميليشيات العابرة للمزارات الشيعية، وخصوصا حزب الله اللبناني، للقتال معه في مدن القصير وتلكلخ وحمص وحلب وغيرها ولولاها لما صمد هناك كثيراً، وكانت النتائج مغايرة تماماً حتى هذه الميليشيات مع قوات النظام لم تتمكن من إيقاف قوى الثورة المسلحة وما لبث أن توجه إلى روسيا، لتدخل في 30 أيلول 2015 بكل ثقلها العسكري والتدميري، وتحقق الفارق على الأرض لصالح جرذ حي المهاجرين.
ورغم أن بعض هذه القوى آمنت بإمكان إصلاح النظام من الداخل، وبأن الأمور تحتاج لبعض الوقت والصبر لكن الشارع السوري الثائر المندفع لم يقبل بوجهات نظرها القاصرة آنذاك واعتبرها تخاذلية متآمرة مؤيدة للنظام ومدافعة عنه وأصر على السير حتى النهاية في معركته ضد قواته المجرمة، ومن يدعمها من قوى طائفية وإقليمية ودولية.
وحاول بعضهم أن يشكل طريقاً ثالثاً، مثل الأحزاب والتنظيمات ضمن ما يعرف بهيئة التنسيق الوطنية لكنه فشل فشلا ذريعا أيضاً بسبب حساسية الشارع المفرطة تجاه كل ما يتعلق بالنظام وشعاراته وأطروحاته ورموزه.. هذه الهيئة لم ترغب بإسقاط النظام، وكانت قد اعتبرت الجيش الحر منذ البداية تنظيماً إرهابياً وأصبحت منصاتها بتوصية من النظام نفسه على تمثل المعارضة السورية في المحافل الدولية الداعمة للأسد إما تآمرا أوغباء
فلم يضر أحد بالثورة السورية مثلما أضرت بها المعارضة الداخلية المتمثلة بـهيئة التنسيق الوطنية وتيار بناء الدولة وتحالف قدري جميل – علي حيدر وبعض التنظيمات.
إضافة إلى الكثير من معارضة الفنادق وكتل ومجموعات مايسمى بالإئتلاف ومجالس قيادة الثورة الذين نصبوا أنفسهم قيادات وكلهم لا يمثلون إلا أنفسهم لم ولن يكن لهم على الأرض شيء كل همهم جمع الأموال وأصبحوا كل يمثل مصلحة دولة في سوريا وليس مصلحة الشعب السوري
فإذا أرادت مؤسسات ومنظمات وأحزاب وفصائل الثورة أن تنبعث من جديد، فلابد لها من امتلاك الجرأة الكافية للاعتراف بأخطائها وجمودها وتبعيتها وتخلفها عن روح العصر الثوري عليها أن تذيب الثلوج المتراكمة فوق عقول أصحابها الجلدية، كي يبتعدوا عن عنجهيتهم وثقتهم الزائدة بأنفسهم وبصحة تصرفاتهم والأصح يجب على الثوار الحقيقيين طردهم والانقلاب عليهم فهم على مدار أكثر من ١١ سنة لم يقدموا أي شيء للشعب السوري.