أحد الأنهار السورية المشهورة، والذي كان له أهمية في تاريخ إعمار سورية قديماً، لما أقيم على جوانبه من تجمعات بشرية تدل عليها بقاياها التي تتخذ شكل تلال أثرية، وهذا ما يتمثل خاصة في قطاع النهر الأعلى بين الحسكة ورأس العين، وفي قطاعه الأوسط بين الحسكة والصور.
والخابور من أنهار الجزيرة السورية، فهو النهر الرئيس في الشمال الشرقي من سورية. ويعد من أهم روافد نهر الفرات، وهو أحد الرافدين اليساريين للفرات (الخابور والبليخ). ويكاد يشكل منطقة اتصال بين الجزيرة السورية العليا والجزيرة السفلى.
ويعد الخابور نهراً سورياً، فهو ينبع من عدة ينابيع في منطقة رأس العين السورية، إلى الغرب من مدينة رأس العين قرب الحدود التركية، من أهمها عين كبريت (2.1)، وعين الحصان، وعين الزرقاء الشمالية، وعين الزرقاء الجنوبية وعين المالحة وعين الفوارة. وأهم نبعين في تغذيته، هما: عين كبريت (2) التـي يبلغ معدل تصريفها نحو (5000ل/ثا) وعين الزرقاء الشمالية(2000ل/ثا) .
كما يتلقى الخابور في بداية تشكله من الينابيع السابقة مياه الخابور التركي الذي يشكل نبع عين غزال عند سفح جبل كارداغ في تركيا بدايته متدفقة مياهه المحدودة الكمية إلى الشرق مباشرة من تل حلف. ونتيجة لتشييد الأتراك سداً على الخابور في أراضيهم، وحفر الكثير من الآبار الجوفية، فإن نهر الخابور التركي لا يصل إلى سورية إلا في سنوات الأمطار الغزيرة وفي نصف السنة الشتوي.
ولقد ذكر الشعراء نهر الخابور في العديد من القصائد
ومما يروق لابناء الخابور وكثيرا مايرددون قول الفارعة الشيبانية أبياتها ووصفها الشجر الذي كان حزاما جميلا لنهر الخابور قولها :
بِتَل نهاكي رسمُ قبر كأنه على جبلٍ فوق الجبال مُنِيفِ
تضمنَ مجداً عُدمُليّاً وسؤدداً وهمةَ مقدام ورأيَ حصيف
فيا شجرَ الخابُورِ مالك مورقاً كأنّك لم تجزع على ابنِ طريفِ
فتىً لا يحب الزَّادَ إلاّ من تقى ولا المالَ إلاَّ من قنا وسيوفِ
فإن يك أوداه يزيد بن مزيَد فرُبَّ زحوف لفها بزحوفِ
عليه سلامُ الله وقفاً فإنَّني أرى الموتَ وقّاعاً بكل شريفِ
فكان ولايزال هو شريان الحياة الذي قد أوشك على أن يفقد آخر نبض في حياته
إعداد : مروان مجيد الشيخ عيسى