نظام الأسد وأقراص الكبتاغون،،

قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن صناعة المخدرات في سوريا، خاصة أقراص”الكبتاغون”، يديرها “أقارب رئيس النظام السوري بشار الأسد مع شركاء أقوياء”، حيث بلغت قيمة تجارة المواد المخدرة مليارات الدولارات، متجاوزة بذلك الصادرات القانونية لسوريا،
وتظهر بيانات جمعتها صحيفة “تايمز” البريطانية أن التجارة غير الشرعية للمخدرات تشكل أبرز مصادر الدخل لسوريا حالياً، متجاوزةً بأشواط العائدات الرسمية. فحبوب “الكبتاغون” ذات الجودة المتدنية، يمكن أن تباع مقابل دولار واحد للحبة داخل سوريا، فيما يبلغ سعر الحبة الواحدة ذات الجودة الجيدة في الأسواق الخارجية 14 دولاراً أو أكثر.
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن الحرب السورية التي دمرت الاقتصاد ودفعت معظم السوريين إلى الفقر، تركت النخب العسكرية والسياسية تبحث عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات، لكن عائلة الأسد حافظت على قبضتها على السلطة، لا سيما بفضل الدعم العسكري من روسيا وإيران ووكلائهما. غير أن ذلك لم يكن وحده كافياً لصمود النظام الذي جففت العقوبات الدولية موارده المالية. فللوصول إلى العملات الصعبة، رعى نظام بشار الأسد عبر أقاربه ومقربين منه وقواته العسكرية شبكة غير شرعية للاتجار بالمخدرات، جعلت من سوريا أحدث عضو في نادي الدول المصدرة للمخدرات في العالم.
وكشفت الصحيفة في تحقيق استند إلى معلومات جهات إنفاذ القانون ومسؤولين في 10 دول ومقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وآخرين، أن قسطاً كبيراً من الإنتاج والتوزيع لحبوب “الكبتاغون” تشرف عليه “الفرقة الرابعة” في قوات النظام تحت قيادة شقيق الأسد، اللواء ماهر، وينخرط في هذه التجارة مجموعة رجال أعمال يتمتعون بصلات وثيقة بالنظام السوري، وميليشيا “حزب الله” اللبنانية، وأعضاء آخرون من أسرة الأسد يحظون بحماية النظام في ممارسة الأنشطة غير المشروعة، وفق تحقيق لصحيفة “تايمز” البريطانية استند إلى إفادات مسؤولين أمنيين في عشر دول وخبراء في تجارة المخدرات.


ونبهت إلى أن سوريا تملك كل المقومات اللازمة لنجاح تجارة المخدرات، من خبراء ومعامل لتصنيع المنتجات، إضافة إلى إمكانية الوصول لممرات الشحن في البحر المتوسط، وطرق التهريب البرية إلى الأردن ولبنان والعراق، وإلى جانب سوريا، لا يزال لبنان موطئاً مهماً لتصنيع وتهريب “الكبتاغون” والمخدرات، ومن أبرز أسمائه على هذا الصعيد التاجر نوح زعيتر، الذي يربط الجانبين اللبناني والسوري لهذه التجارة. إلا أنه في اتصال هاتفي مع “نيويورك تايمز”، نفى زعيتر المحكوم عليه في لبنان بالسجن المؤبد والأعمال الشاقة، أي علاقة له بتجارة “الكبتاغون”، قائلاً إنه يعمل فقط في تجارة الحشيشة، وتعد دول الخليج أبرز الوجهات لتصدير حبوب الكبتاغون، وتقود حكوماتها جهوداً حثيثة لمكافحة تهريب هذه المخدرات.
وهذه التجارة التي تدر المليارات أسهمت في تحويل تجار متواضعين في سوريا إلى أصحاب ملايين. وبين هؤلاء رجل الأعمال عامر خيتي، الذي تحول من تاجر مواشٍ متواضع إلى مهرب مخدرات بين مناطق النظام والمعارضة خلال الحرب قبل أن يصبح نائباً في مجلس الشعب السوري عام 2020. كذلك هو حال خضر طاهر، بائع الدجاج الذي جمع ثروة من تهريب “الكبتاغون”. وقد كان هذان الرجلان من أبرز الداعمين لحملة الأسد خلال الانتخابات الرئاسية التي شهدتها سوريا في العام الحالي.
ولم تستطع “نيويورك تايمز” الوصول إلى ماهر الأسد واللواء بلال للحصول على تعليق، كما لم يرد مسؤولون من وزارة الإعلام السورية وبعثة دمشق الدبلوماسية إلى فيينا على طلبات للتعليق. أما الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله فلطالما نفى أي علاقة لميليشياته بتجارة “الكبتاغون”.
والأسد وشقيقه ماهر، وكل من اللواء بلال وخيتي وطاهر، جميعهم يخضعون للعقوبات الأميركية، التي تحظر التعامل معهم أو تسهيل أنشطتهم.

إعداد و تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.