نزار قباني شاعر الحب والحزن والمرأة

اسمه: نزار بن توفيق القباني ولد في دمشق عام ١٩٢٣ لعائلة دمشقية عريقة عاش في أحياء دمشقية قديمة ساهمت في غرس محبة الحياة الدمشقية الأصيلة في نفسه وساهمت في تكوين شخصيته فهو دمشقي الهوى دمشقي العراقة يجد جمال دمشق في زهرة ياسمين أو في زقاق قديم فدمشق بالنسبة له هي كل شيء جميل في حياته يقول فيها :
هذي دمشق.. وهذي الكأس والراح إني أحب… وبعـض الحـب ذباح
أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح
و لو فتحـتم شراييني بمديتكـم سمعتم في دمي أصوات من راحوا
زراعة القلب.. تشفي بعض من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـت- جـراح
مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذن.. كالأشجار.. أرواح
للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا.. وقطة البيت تغفو حيث ترتـاح
طاحونة البن جزءٌ من طفولتنـا فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح
هذا مكان “أبي المعتز”.. منتظرٌ ووجه “فائزةٍ” حلوٌ و لمـاح
هنا جذوري.. هنا قلبي… هنا لغـتي فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورها حتى أغازلها… والشعـر مفتـاح
أتيت يا شجر الصفصاف معتذراً فهل تسامح هيفاءٌ ..ووضـاح؟
خمسون عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ.. فوق المحيط.. وما في الأفق مصباح
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـاف لها.. وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاح
أقاتل القبح في شعري وفي أدبي حتى يفتـح نوارٌ… وقـداح
ما للعروبـة تبدو مثل أرملةٍ؟ أليس في كتب التاريخ أفراح؟
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته؟ إذا تولاه نصـابٌ … ومـداح؟
وكيف نكتب والأقفال في فمنا؟ وكل ثانيـةٍ يأتيـك سـفاح؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعر يبقى حين يرتاح؟
حبه لبلقيس :
شارك نزار في مهرجان شعري في العراق وهو مهرجان المربدالأدبي وخلال المهرجان التقى ببلقيس الراوي وهي دبلوماسية عريقة من مدينة الأعظمية والدها جميل الراوي وهم من عائلة عراقية اصيلة. ومن الوهلة الأولى احبها نزار وعشقها وشعر أنها ستكون ليلاه التي لطالما بحث عنها.
تقدم لخطبتها لكن أهلها رفضوا وغادر نزار العراق وفي العام التالي دُعي نزار لمهرجان المربد. وشارك بقصيدة يقول فيها :
مرحبا بك ياعراق جئت أغنيك
وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي
والبقايا تقاسمتها النساء
تعاطف مع نزار الجمهور واعجبوا بقصيدته فارسلت الحكومة العراقية وفدا رفيعا يخطب بلقيس لنزار فتمت الموافقة وتزوجها ورزق منها بطفلين وكانت حياتهم جميلة هادئة استطاعت بلقيس أن تكون الزوجة والأم والصديقة التي لم تضايقها أسفاره ولا اشعاره يقول في ذلك :

أشهد أن لا امرأةً أتقنت اللعبة إلا أنتِ
واحتملت حماقتي عشرة أعوام كما احتملتِ
وقلمت أظافري، ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال  إلا أنتِ
لكن هكذا يكون الحب الصادق كثيرا ماتكون نهايته مؤلمة
فخلال عمل بلقيس كدبلوماسية في السفارة العراقية ببيروت وعندما تم تفجير السفارة العراقية كانت بلقيس من بين الشهداء
فجن جنون نزار وظل يرثيها بأشعاره حتى آخر لحظات حياته. ومن أجمل ماقال في رثاء بلقيس قوله :

شكراً لكم
شكراً لكم
فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيده
وقصيدتي اغتيلت
وهل من أمـةٍ في الأرض
إلا نحن تغتال القصيدة ؟
بلقيس
كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
كانت أطول النخلات في أرض العراق
فكانت بلقيس هي حياته وهي الجذوة التي اضرمت في قلبه الحب والعشق لدرجة الهيام.
إعداد : مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.