نجوى كرم تشم رائحة نصر النظام ولم تشم رائحة الكيماوي

منوع – مروان مجيد الشيخ عيسى 

ما تزال مواقف بعض أهل الفن السوريين والعرب، حيال أحداث الشارع السوري، تثير كثيرا من الحيرة والارتباك في صفوف معجبيهم، الذين تعلموا أبجديات الحرية من أعمالهم الفنية، ومن مسرحياتهم ومن غنائهم ، على غرار الفنان دريد لحام ونجوى كرم .

والحال أن هناك من الفنانين من لم يكتف بالوقفة الحيادية من ثورة الشعب، بل بلغوا حد مهاجمة هذه الثورة، ومنهم من كان له حضور كبير، وامتلكوا قلوب الجماهير العربية، بمواقفهم البطولية في أعمالهم الفنية، وهم يحاربون الظالم ويدافعون عن المظلوم، ويهتفون بمبادئ اتضح أنها لم تكن سوى سيناريو مكتوب على ورق.

كما سلف، أثبتوا منذ انطلاقة الثورة، أن كل تاريخهم الطويل، لم يكن أكثر من زيف وتمثيل، لكسب الجماهيرية لا أكثر، لاسيما عندما يدلون بتصريحات غريبة كقول غوار إن مهمة الجيش السوري ليست محاربة إسرائيل، بل حماية الشعب السوري والحفاظ على أمنه، فهم يصفون الثوار بأنهم “مندسون يريدون دمار سورية وخرابها.

ومنذ يومين أحيت الفنانة اللبنانية نجوى كرم حفلًا في سوريا، وقدًمت باقة من أغانيها القديمة والجديدة وسط امتعاض من السوريين الذين كانوا ولايزالون يعانون من نظام دكتاتوري قتل وهجر ملايين من الشعب السوري .

وعند نهاية الحفل نجوى قالت: صعب الحكي إلا أنه قلبي عم يتفجر لأني اشتقت لبلد قدرني وحبني وتوجني مطربة كنت فكر حالي من بداياتي أنه طالعة من لبنان على بلد ثاني كنت طالعة من لبنان على نفس البلد بشكر حبكم الكبير وبرحب فيكم فردا فردا لأقول ليالي العز انكتبت هون دخلت على الاوتيل شميت ريحة النصر والفرح والنجاح.

فنجوى شمت رائحة الفنادق الضخمة المخصصة لحرامية البلد وشمت رائحة جمهور الحفل الذين هم من أبناء مسؤولي النظام وشبيحته ولم يصل إلى أنفها رائحة بارود المدافع والبنادق والبراميل المتفجرة التي أسقطها النظام وشبيحته على رؤوس الأبرياء ولم تشم رائحة الكيماوي الذي قتل الآلاف من أهل الشام وكأن سيارتها الفارهة لم تمر بالقابون ودوما والحجر الأسود. 

وكأن شاشة تلفازها لاتظهر ما عرضته القنوات الفضائية في كل أرجاء العالم صور وفيديوهات القتل الذي مارسه النظام وروسيا وإيران ضد شعب أعزل ولم يعرض تلفازها جريمة حي التضامن ولم يسمعها صراخ العفيفات اللاتي انتهكت أعراضهن .

ولم تسمع وتر مايفعل باللاجئين السوريين في دولتها لبنان. 

إن الفن رسالة عظيمة إذا جمعت الأداء بالقلب والشعور المرهف والمسؤولية تجاه قضايا الشعوب فكيف إن كانت قضية شعب مكلوم لم تكن جريمته سوى أنه طالب بالحرية. 

فليسقط فن يمثله نجوى ودريد لحام وكثير من حثالات العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.