أسست «قوات المهام الخاصة» التابعة للنظام السوري والمخصصة لقتال «تنظيم الدولة» في 2013 وتم تشكيلها من قبل عماد حومد ابن حي المرجة وهو من عشيرة العساسنة في محافظة حلب.استقطب عماد حومد بعض الشباب من العشيرة، وتتكون «قوات المهام الخاصة» من ثلاث كتائب مسلحة بكافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ويقدر عددها بأكثر من خمسة آلاف عنصر، وتضم مقاتلين من مدينة حلب وريفيها الغربي والشمالي من أبناء العشائر.وفي تصريح خاص لـ«وكالة BAZ» قال القيادي ذو الفقار، ان هؤلاء المقاتلين يخضعون خلال معسكراتهم التدريبية لأقسى أنواع التدريب في أماكن تدريب مخصصة بهدف تأهيلهم جسدياً بأسرع وقت ممكن لخوض المعارك ضد تنظيم «الدولة» وعملية تأهيلهم هذه تتم عبر مدربين وخبراء عسكريين من الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى محاكاتهم لأجواء الحرب الفعلية أثناء التدريب، إذ يجري تدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة والعربات المصفحة والمجنزرات والدبابات. واستقطب حومد المتطوعين عن طريق المغريات المالية، وأصبح تشكيل كتيبة المهام الخاصة حلاً وسطاً للمتخلفين أو الممتنعين عن الخدمة العسكرية والرافضين الالتحاق بتشكيلات النظام الرسمية.توسعت «المهام الخاصة» في حلب في الفترة التي تلت سيطرة النظام على الأحياء الشرقية نهاية العام 2016 وشهدت الكتيبة زيادة في أعداد عناصرها، ومواقع تمركزها في المدينة والريف. وبات لـ»المهام الخاصة» مشاركة وتواجد فعلي في مختلف القطاعات الخدمية والأمنية والعسكرية في حلب، وأصبحت الكتيبة وحاضنتها جزءاً من النسيج الاجتماعي الحلبي الطارئ، ولها جمعياتها ومؤسساتها الدينية وأنشطتها الثقافية الخاصة.يتزعم عماد حومد كتيبته العشائرية في حلب، ومكنه تنظيمه وتسليحه والدعم الوافر من «الحرس الجمهوري» من فرض هيمنته على العشائر في حلب وريفها؛ كالباقر وآل بري، ويبدو ان نفوذ «كتيبة المهام الخاصة» الواسع مؤخراً، طغى على نفوذ وسطوة العشائر الأخرى، ومكنه ذلك من حصد معظم الامتيازات التي كانت تتمتع بها العشائر المقربة من النظام وأجهزته الأمنية.قيادي مقرّب من عماد حومد، رفض الكشف عن هويته، قال لـ«وكالة BAZ » إن «مواقع كتيبة المهام تنتشر في منطقة كباجب ونقطة عسكرية في صبيخان وريف معدان وجبل البشري والصالحية والشولا في البادية السورية، ونقاط في محيط حقل التيم النفطي، وعلى جبهات ريف حلب الغربي و ريف ادلب، وعدد آخر من نقاط التمركز على طريق دير الزور- حمص، وفي بادية اثريا يتركز العدد الأكبر من عناصر كتيبة المهام الخاصة حول منطقة السخنة، وهي مواقع تعرضت لأعنف الهجمات البرية التي شنتها خلايا التنظيم خلال الشهرين الماضيين».وتواصل الكتيبة بدعم روسي، عمليات تمشيط موسعة للبادية السورية ضمن الريف الحمصي ومثلث حلب – حماة – الرقة، بحثاً عن خلايا تنظيم الدولة المنتشرة بكثافة كبيرة في المنطقة. وتسعى العملية للحد من عمليات التنظيم المتصاعدة، وتحظى بدعم وإسناد يومي كبير من قبل الطائرات الحربية الروسية، عبر ضربات جوية مكثفة.وتعد منطقة السخنة من أهم النقاط العسكرية التابعة لكتيبة المهام الخاصة، حيث تقع على طريق عام دمشق – تدمر – دير الزور، ولها صلات عدّة في اتجاه مدينة الرقة، وتحيط بالمنطقة جبال ووديان يتواجد فيها خلايا لتنظيم «الدولة» الذي يتمركز في الجبال والكهوف المجاورة لها، ويشن منها هجمات على نقاط تابعة للنظام وحلفائه. انخراط عناصر «كتيبة المهام الخاصة» المبكر في معارك البادية بطلب روسي، تم بهدف حماية طرق المواصلات التي تخترق البادية نحو الوسط والجنوب السوري، وحماية حقول النفط والحفاظ على تدفق منتظم للإمدادات «.الصحافي المختص همام عيسى، وله اطلاع واسع على عمليات «تنظيم الدولة « في البادية السورية، قال ان كتيبة المهام الخاصة تتعرض لاستنزاف غير مسبوق في المواجهات الاخيرة مع «تنظيم الدولة» خصوصاً في هجمات التنظيم أخيراً على مواقعهم في اثريا.وتكبّدت الكتيبة، خسائر بالأرواح والعتاد جراء هجمات متفرقة شنّها تنظيم «داعش» في باديتي حماه وحلب حيث فقدت مجموعة تضم ثلاث سيارات بعتادهم الكامل وكان على متنها 20 عنصراً بعد خروجها من حلب بحملة تمشيط في المنطقة ضد خلايا تنظيم «الدولة» في بادية السخنة، كما نتج عن الهجمات تدمير دبابتين وعدة آليات واغتنام أسلحة وذخائر من قبل عناصر التنظيم، ومقتل وجرح 10 عناصر من قوات المهام الخاصة وتدمير دبابتين. فيما قتل وجرح عدد من عناصر الكتيبة إثر انفجار آخر بعبوة ناسفة استهدف سيارة عسكرية للنظام على طريق الطبقة – آثريا.