من الفرات إلى الخابور.. حرب المياه على سوريا مستمرة وتأثير مباشر على السكان

سوريا – ملحم المعيشي

انخفاض كارثي في منسوب مياه الفرات، منذ شهر يناير من عام 2021 اتجهت تركيا، لتخفيض حصة سوريا من مياه نهر الفرات، وانتشرت على نطاق واسع مشاهد وصفت بالكارثية لنهر الفرات، التقارير تحدثت عن الانخفاض الذي وصف بالكارثي لمياه الفرات، وأرجعت هذا الانخفاض لسياسة تركيا في سعيها للانفراد بالتحكم بالمياه الدولية.

 

وبنت تركيا 22 سداً على نهري الفرات ودجلة بينها 5 سدود عملاقة على طول نهر الفرات ضمن مشروع ما أسموه بمشروع الغاب، كما بنت تركيا ـ 20 محطة للطاقة الكهرومائية على طول نهري دجلة والفرات.

 

السياسية التركية أدت لانخفاض كارثي في منسوب مياه الفرات بسوريا، ويبلغ الانخفاض في بحيرة سد الفرات شمال شرقي سوريا ما يقارب ٧ أمتار شاقولية، يترافق ذلك بانحسار أفقي تعدى الكيلو مترين من الضفتين، وبانخفاض يقارب الـ ٥ أمتار شاقولية في بحيرة سد تشرين.

 

ويعني هذه الانخفاض في منسوب البحيرات “استنزاف كامل المخزون الاستراتيجي والذي تعمل عنده السدود قبل الوصول للمنسوب الميت والذي يعني التوقف الاجباري للسدود عن العمل تماما

 

مياه الفرات.. تأثير مباشر على توليد الطاقة الكهربائية

 

وتمثل السدود على نهر الفرات منبع الطاقة الرئيسي في سوريا، وكان لانخفاض الوارد المائي وانخفاض منسوب البحيرات أثراً كبيراً وواضحاً على توليد الطاقة الكهربائية.

 

ويعتمد 80 % من سكان سوريا وفقاً للتقديرات على نهر الفرات في تأمين احتياجاتهم المائية، وهو العمود الفقري للمشاريع الكهربائية والخطط التنموية لسوريا.

 

وبحسب خبراء، فإن سد الفرات وحده كان ينتج ما يقارب 800 ميغاواط من الطاقة الكهربائية في الساعة، ويغذي نهر الفرات معظم المناطق السورية بالكهرباء، إلا أن معدل إنتاجه انخفض في الوقت الحالي إلى أقل من الربع بسبب انخفاض مستوى المياه فيه.

 

مياه الفرات.. تأثيرات على الزراعة وخروج محطات لمياه الشرب عن الخدمة

 

تأثير انخفاض الفرات لم تطل الطاقة فحسب بل طالت الزراعة وأثرت على مواطني شمال وشرق سوريا بطرق مختلفة، بسبب خروج العديد من مضخات الري عن الخدمة”

 

وكذلك “أثر في الجانب الإنساني بسبب نقص الوارد المائي وتأثيره على مياه الشرب، بسبب خروج العديد من المحطات عن الخدمة”.

 

وأدى انخفاض منسوب المياه أيضاً لزيادة تركيز الملوثات في المياه ما أثر سلباً على صحة السكان وكذلك على الزراعة وحتى على الثروة السمكية والحيوانية بحسب مصادر محلية.

 

فصائل تدعمها تركيا تنشئ سدوداً بدائية على نهر الخابور

 

سيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا لبلدة رأس العين، كان له تداعيات كارثية فيما يخص نهر الخابور، رأس العين – تل تمر – الحسكة”.

 

فمع بداية الأزمة السورية، كان نهر الخابور، نهراً غزيراً يستفيد منه سكان تل تمر في زراعة أراضيهم، والصيد.

 

ولكن مع بداية احتلال تركيا لمناطق في شمال وشرق سوريا، عمدت الفصائل التي تدعمها تركيا لبناء سدود بدائية بواسطة آليات بسيطة على نهر الخابور في مناطق سيطرة تلك الفصائل حرصاً منها على منع وصول المياه إلى منطقة تل تمر ومنها إلى الحسكة.

 

ويبلغ عددها أربعة سدود في “قرية المناجير” 25 كم غرب منطقة تل تمر في ريف الحسكة.

 

وتعرضت هذه السدود للانفجار أو الانحسار أكثر من مرة بسبب الفيضانات الحاصلة في النهر ولكن سرعان ما تقوم تلك الفصائل ببناء سدود جديدة في تلك المنطقة وتمنع وصول المياه إلى تل تمر”.

 

و أسفر قطع المياه لنتائج كارثية من نواحٍ عدة أبرزها التسبب بالجفاف وتضرر الأراضي الزراعة، وتوقف الصيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.