مليشيا “قسد” تعتدي على مضافة شيخ قبيلة الجبور في الحسكة وتثير توترًا في المنطقة

شهدت محافظة الحسكة حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، حيث قامت المليشيا بتخريب مضافة الشيخ حسن المسلط، شيخ قبيلة الجبور وأحد أبرز الشخصيات القبلية في المنطقة. ويأتي هذا الاعتداء على خلفية موقف الشيخ المسلط الداعم للمعارضة السورية وتنسيقه مع العمليات العسكرية المناهضة لممارسات المليشيا.

الحادثة أثارت موجة غضب واسعة بين أبناء قبيلة الجبور في المنطقة، حيث دعوا إلى تنظيم احتجاجات واسعة تطالب بخروج مليشيا “قسد” وحزب العمال الكردستاني من منطقة الجزيرة السورية. كما ارتفعت الأصوات من داخل القبيلة نفسها، خصوصًا بين الأفراد المنخرطين في صفوف “قسد”، بضرورة ترك العمل مع هذه المليشيا، في ظل ما وصفوه بتجاوزاتها المتكررة ضد أبناء العشائر والقوى الوطنية.

بدوره المكتب الإعلامي للقبيلة اصدر بيانا باسم الشيخ طالب قيادة  ببيان موقفها على الفور

نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

“بيان من الشيخ حسن محمد الشيخ أحمد المسلط

إلى أهلنا الكرام في الجزيرة السورية
إننا في هذه الأوقات الحرجة من تاريخ سوريا ، التي تتطلب منا جميعًا التمسك بوحدتنا وتغليب لغة العقل والحوار، نؤكد على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي والابتعاد عن كل ما يفرق شملنا ويعرض أمننا وأمن أهلنا للخطر.

إن دماء أهلنا في الجزيرة السورية غالية علينا جميعًا، وأي تعدٍّ على الأرواح والممتلكات هو تعدٍّ على القيم التي تربينا عليها وعلى شرفنا وكرامتنا. نهيب بالجميع ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتن التي يريدها أعداؤنا لتمزيق صفوفنا وإضعافنا.

وأن ماحدث ليلة أمس 10.12.2024 من تعدي قوات قسد على مضيفنا و منزلنا في مدينة الحسكة و نهب و تخريب محتوياته، يشكل اعتداءً سافرً و غير أخلاقي و غير قانوني و يخالف جميع القيم و المبادئ اللتي تنادي بها قسد.

ومن خلال حرصنا على وحدة الصف و التريث وضبط النفس أمام الأحداث المؤسفة التي جرت، مع ترك المجال للحوار والتفاهم بدلًا من الانزلاق إلى الفتنة والصراع. كما يحمل البيان نداءً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لمراجعة تصرفاتها والالتزام بالمبادئ التي تنادي بها، والابتعاد عن الأفعال التي تضر بالسلم الأهلي وتؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار
ومن حيث أن هذا العمل الغادر والسافر يؤجج الصراع بين القبائل العربية من جهة و قوات قسد من جهة آخرى، و يخلق ردات فعل ستؤدي إلى دخول الجزيرة السورية في صراع دامي وقومي يقوض العلاقات الآخوية ويهدد السلم الأهلي.

فأننا ندعو أبناء القبائل العربية و الجبور خاصة للتريث و عدم القيام بأي فعل، حتى يتبين لنا الموقف الرسمي لقيادة قوات قسد مما جرى، و اللذي سنبني عليه مواقفنا اللاحقة اللتي تضع الأمور في نصابها.

نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأهلنا من كل سوء، وأن يجمع كلمتنا على الخير والصلاح، إنه ولي ذلك والقادر عليه.”

بيان الشيخ حسن المسلط بخصوص اعتداء قسد على مضافة الشيخ

وتسود المنطقة حالة من التوتر الشديد، مع تصاعد الدعوات للتحرك الشعبي ضد وجود “قسد” وحزب العمال الكردستاني، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الأمنية. وتعتبر منطقة الجزيرة السورية ذات أهمية استراتيجية، حيث تضم مكونات عشائرية كبيرة ترفض تدخلات المليشيا وسياساتها التي أدت إلى تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في المنطقة.

ويطالب أبناء القبائل الجهات الدولية والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوضع حد لهذه الانتهاكات، وضمان خروج المليشيات من المنطقة، تمهيدًا لتحقيق الاستقرار وإعادة الحقوق لأهلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.