لازال الأهالي في مدينة الرقة يطلقون على الملعب الوحيد في المدينة لقب الملعب الأسود، ليكون واحداً من الصروح التي طبعت الخوف والرعب في نفوسهم، تحت المسميات والالقاب التي تدل على رائحة الإعتقال والموت، ليتسم بصفة بعيدة كل البعد عن صبغته الرياضية والترفيهية، حيث قام التنظيم ( داع ش) بتحويله إلى أكبر مجمع زنازين ومعتقلات في المنطقة لكل من تجرأ على رفع صوته في وجه طغيانهم أو معارضتهم، ويكمن اللغز في تسميته بحسب تخمينات البعض بالملعب الأسود، بسبب عدم معرفة مصير المعتقلين القابعين فيه، فيما لم يعرف الكثيرون من أهالي الرقة لتاريخ هذا اليوم السر من وراء هذه التسمية، ويعتبر مايسمى بتنظيم الدولة الإسلامية ( د ا ع ش) من التنظيمات التي غيرت الطابع الإجتماعي النمطي لأهالي المدينة حتى بعد دحره عنها، تاركاً بالغ الأثر في نفوس وعادات المواطنين، وتتبين معالم الخوف على وجوههم بمجرد السؤال عن ممارسات التنظيم إبان فترة سيطرته على المدينة، وقد قامت قوات سوريا الديمقراطية بعد تحرير المدينة بمساعدة التحالف الدولي بتغيير الكثير من المعالم والمرافق وفرض ألوان جديدة لعلها تساعد في طي صفحة التنظيم السوداء كتلوين مدرجات الملعب بألوان زاهية وجديدة، ولكن يبدوا بأن لكل جدار ونافذة حكاية خاصة وذكرى أليمة، وأكثرها إيلاماً غرف تبديل الملابس داخل أقبية الملعب، التي حولها المتطرفون إلى زنازين ومعتقلات تكاد تسمع فيها صرخات من اعتقلوا وتعبر عن الظلم والفتك الذي تعرضوا له في تلك المرحلة المظلمة. فهل ستتمكن براعم الأطفال من زرع الروح الرياضية في هذه الأرض، وفرض نسائم السعادة في نفوس الرياضيين الغائبين عن مضمار مسرحهم الرياضي.
إعداد: صدام السوري
تحرير: حلا المشوح