مقيم سوري يقوم بحرق نسخة من القرآن الكريم حفاظا عليها وينشرها شخص آخرعلى التيك توك لتشويه سمعته

الكويت – مروان مجيد الشيخ عيسى 

ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في إماطة اللثام عن جانب من جوانب الانحلال الأخلاقي الذي تعرفه المجتمعات العربية، والذي كان في مراحل سابقة يتم في الخفاء، في ظل النفاق الاجتماعي ووراء ستار الأخلاق والتدين.

و”تيك توك” هو أحد هذه المواقع التي استطاعت تحقيق انتشار كبير، وأضحى عبارة عن ملهى ليلي مباشر للعريّ والإيحاءات غير اللائقة والرقص الماجن. حيث رفع الحياء، عن مجتمع لطالما كان يصنف حرمات الدين وعرض نسائه في خانة الحرمات والممنوعات.

وفي حادثة غريبة قام أمن الدولة الكويتي بإلقاء القبض على مقيم سوري حرق  نسخة من القرآن الكريم  شرعا حسب أدائه.

وكان هذا الشاب قد قال أنه حرق النسخة لأن آياتها ناقصة ،وهذا العمل جائز شرعا كي لايتم ضعها بأماكن المهملات ،والقرآن الكريم كلام رب العالمين لايجوز أن يوضع إلا في مكان طاهر ( لايمسه إلا المطهرون )

وقد قام أحد الأشخاص بتصوير ماقام به الشاب السوري ونشره عبر التيك توك لكسب زيادة في المتابعين ،وتلفيق تهمة على المقيم السوري بأنه أحرق نسخة القرآن الكريم اعتداءا ونكرانا له ،والحقيقة غير ذلك ،فالمقيم السوري أحرق بعض الصفحات الناقصة من كتاب الله بقصد الحفاظ كلام ربنا من أن يوضع بمكان غير طاهر.

وتشهد هذه الفترة حملة مسعورة على الدين الإسلامي بكافة مقدساته، بدءًا من الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومرورًا بالحملة الشرسة على النقاب في أوروبا، وكذلك تصاعد المد اليميني المعادي للمهاجرين، وانتهاء بتلك الحملة التي تدعو إلى حرق المصحف في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، وكلها مؤشرات تدل على أن الإسلام طرق باب أوروبا ودخل وهدد أصل حضارتهم، وأن ردرود الفعل تلك ما هي إلا مؤشرات يائسة للحفاظ على البقية الباقية من مكونات حضارتهم الغربية. 

مشكلتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا بشكل عام، هي أننا نسيء استخدامها، فبدل أن نسخرها لخدمتنا فيما هو إيجابي ويعود علينا بالنفع، نستغل فقط الجانب السلبي منها، وهذا عائد إلى كون هذه التكنولوجيا دخيلة علينا، فلا هي من ابتكارنا ولا نحن تربينا على التعامل معها.

فقد عشنا لقرون وسط دائرة البدائية والتخلف والتقييد الديني-الاجتماعي، وفي لحظة غير مسبوقة وجدنا أنفسنا وسط عالم حديث غريب عنا، ولم نحسب له أي حساب.

وهذا التطور التكنولوجي فتح الباب على مصراعيه للعديد من الظواهر الشاذة والطابوهات، للظهور للعلن. فالمرأة التي لم يكن بإمكانها الذهاب للديسكوهات أصبح بإمكانها الرقص في المنزل وإظهار مفاتنها، والرجل الذي كان يخجل من التعرف على النساء وإقامة علاقات غير شرعية أصبح بإمكانه ذلك وبسهولة، والمثلي الجنسي الذي كان يخاف لوم واستنكار المجتمع أصبح بإمكانه الاعتراف بمثليته بكل حرية، والفتاة التي كان يمنعها آباؤها من الحديث مع الشباب أصبح بإمكانها فعل ذلك. وما زاد الطين بلة أن هذه الحرية الافتراضية أضحت تنتقل شيئا فشيئا إلى العالم الواقعي.

ونظرا لخطورة هذا النوع من التطبيقات، فقد تدخلت العديد من الجهات الرسمية، للحيلولة دون أن تكون لها أية انعكاسات أو تبعات سلبية. أولها السلطات الصينية التي فرضت مجموعة من التوجيهات التي تُحمِّل مطوري التطبيقات مسؤولية المحتوى الذي ينشره مستخدموها، وتفرض عليهم مراجعة كل محتوى يُنشر، بما في ذلك حظر مئة شكل من أشكال المحتوى.

وهذا الأمر لم يقتصر على الصين وحدها، بل إن وزارة التربية الوطنية في الجزائر أيضا تدخلت ومنعت رسميا  تطبيق “تيك توك”، وذلك نظرا للمخاطر التي يحملها لفئة القاصرين، حيث أنه ينشر مواد غير أخلاقية قد تعرض القصّر والشباب للابتزاز والاستغلال من المنحرفين.

هذا ويجب على الآباء وكل المساهمين والفاعلين الاجتماعيين تكثيف جهودهم من أجل إيجاد حلول لهذه الظواهر، ونشر ثقافة التعامل مع التكنولوجيا وترشيد إستعمالها، للحد من خطورتها وسلبياتها على الفرد والمجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.