سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تعكس الأرقام الرسمية التي تتحدث عنها دول العبور واللجوء إلى أوروبا الحجم الكبير في موجة هجرة جديدة يشكل السوريون جزءا كبيرا منها. الجزيرة نت تروي شهادات سوريين خاضوا تجربة الهجرة وتحاول شرح دواعي هذه المغامرة.
فقد بلغت طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي ذروة جديدة منذ أزمة اللجوء بين عامي 2015-2016 بحسب ما أوردته وكالة اللجوء الأوروبية، وذلك بعد تصدر السوريين والأفغان والباكستانيين لأعداد طالبي اللجوء
إذ تم تقديم عدد هائل من طلبات اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر القليلة الماضية، بحسب بيان لوكالة اللجوء الأوروبية، ففي شهر آب 2022 تحديداً، بلغ عدد طلبات اللجوء 84.500 طلباً ليمثل ذلك أعلى عدد منذ أزمة اللجوء بين عامي 2015-2016.
ومنذ بداية عام 2022، تم تقديم 564 ألف طلب لجوء في دول الاتحاد الأوروبي، أي بزيادة بلغت 62% مقارنة بعدد طلبات اللجوء التي قدمت خلال الفترة ذاتها من عام 2021.
وفي الوقت ذاته، استمر عدد كبير من الأوكرانيين بتقديم طلبات للحصول على سمة الحماية المؤقتة في الاتحاد الأوروبي.
وفي آب الماضي، تم تسجيل 255 ألف شخص ضمن الحماية المؤقتة التي تمنح خصيصاً للمواطنين الأوكران، وبحلول 23 تشرين الأول بلغ عدد المسجلين أكثر من 4.6 ملايين.
بالمجمل يمكن القول إن طلبات اللجوء والتسجيل للحصول على الحماية المؤقتة تجاوزت حاجز خمسة ملايين طلب حتى الوقت الراهن من هذا العام.
معظم طلبات اللجوء التي قدمت في شهر آب داخل الاتحاد الأوروبي تعود لأفغان (نحو 12.100 شخصاً)، وسوريين (11.900 شخصاً)، أي بزيادة شملت كلتا الجنسيتين تعادل 30% منذ شهر تموز الفائت.
خلال السنة التي تلت استيلاء طالبان على مقاليد الأمور في أفغانستان (أي في آب 2021)، قدم الأفغان نحو 127 ألف طلب لجوء في دول الاتحاد الأوروبي. وخلال الفترة عينها، زادت طلبات اللجوء المقدمة من قبل سوريين بوتيرة أسرع. إذ في شهر آب الماضي، قدم السوريون معظم طلبات اللجوء منذ تشرين الأول عام 2016، وخلال الفترة ما بين حزيران وآب، كانت طلبات لجوء السوريين أكثر بكثير من تلك التي قدمها الأفغان.
وكشف تقرير صدر مؤخراً عن وكالة اللجوء الأوروبية بأن الأفغان اعتمدوا بشكل رئيسي على طريق دول البلقان الغربية حتى يصلوا إلى الاتحاد الأوروبي. وبناء على بيانات صادرة عن فرونتيكس، فإن حالات عبور الحدود غير الشرعية التي قام بها الأفغان من خلال هذا الطريق زادت بنسبة ما خلال الأشهر الأخيرة، في حين تضاعفت أعداد الواصلين من السوريين أكثر من ضعفين منذ شهر نيسان (وصل نحو 10 آلاف شخص في شهر آب الماضي).
وهذا يعني بأن معظم الطلبات كانت لسوريين قدموا من تركيا، بما أن مستقبلهم غير مضمون هناك.
وتعكس الأرقام الرسمية -التي تتحدث عنها دول العبور واللجوء إلى أوروبا- الحجم الكبير في موجة هجرة جديدة يشكل السوريون جزءا كبيرا منها.