منوع – مروان مجيد الشيخ عيسى
عندما ننظر الى السماء ليلا، فهناك احتمال ولو بسيط بان احد تلك النجوم المشرقة قد ماتت بالفعل، لكنها تظل احتمالية بسيطة كما ذكرنا، والغالبية العظمى من النجوم التي تراها لا تزال موجودة بالفعل.
تمامًا مثل البشر، النجوم تموت في فترة معنية في حياتها، لكنها تعيش لسنوات أكبر بكثير مما يعيش البشر، وعندما تموت، يظل ضوئها في السماء، لأنه يستغرق وقتًا طويلا للوصول إلينا.
وهناك تجارب لالتقاط صور لنجوم ميتة ويهدف فريق الفيزياء الفلكية بجامعة نورث وسترن الأميركية، إلى التقاط صورة لبقايا نجم ميت، في مهمة تبدأ بعد أيام. وقال الموقع الإلكتروني للجامعة، أول من أمس، إن فريقهم البحثي الممول من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، سيطلق في 21 أغسطس (آب) الحالي، صاروخ «ميكرو إكس» من قاعدة عسكرية في جنوب نيو مكسيكو، وسيقضي الصاروخ 15 دقيقة في الفضاء، وهو وقت كافٍ، لالتقاط صورة سريعة لبقايا «المستعر الأعظم A »، وهو نجم في كوكبة «كاسيوبيا أ»، أو التي تعرف باسم «ذات الكرسي».
و«المستعر الأعظم»، حدث فلكي يقع في المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم، حيث يحدث انفجار نجمي هائل يقذف فيهِ النجم بغلافهِ في الفضاء عند نهاية عمره، وانفجر النجم المراد تصوير بقاياه على بعد حوالي 11 ألف سنة ضوئية من الأرض، وبعد تصويره، سيعود الصاروخ إلى الأرض، ويهبط في صحراء على بعد حوالي 45 ميلاً من منصة الإطلاق، حيث سيستعيد فريق جامعة نورث وسترن حمولته.
وسيحمل صاروخ «ميكرو إكس»، وهو اختصار لـ«صاروخ التصوير بالأشعة السينية الدقيقة عالية الدقة»، مطياف التصوير بالأشعة السينية المعتمد على الموصل الفائق، والقادر على قياس طاقة كل أشعة سينية واردة من مصادر فلكية بدقة غير مسبوقة.
ويقول إنيكتالي فيغيروا فيليسيانو، من جامعة نورث وسترن، الذي يقود المشروع، «بقايا المستعر الأعظم شديدة الحرارة، لدرجة أن معظم الضوء المنبعث منها ليس في النطاق المرئي، وعلينا استخدام التصوير بالأشعة السينية، وهو أمر غير ممكن من الأرض، لأن غلافنا الجوي يمتص الأشعة السينية، ولهذا السبب يتعين علينا الذهاب إلى الفضاء، ويبدو الأمر كما لو قفزت في الهواء، والتقطت صورة، وهو ما سنفعله، حيث سنختلس النظر فوق الغلاف الجوي لالتقاط الصورة، ثم نهبط مرة أخرى».
واختبر الفريق البحثي سابقاً الصاروخ المكون من ستة طوابق في منشأة والوبس للطيران التابعة لـ«ناسا» في ولاية فيرجينيا، وأطلقه لأول مرة في صيف 2018، وخلال الرحلة الأولى للصاروخ، أظهر الباحثون أن كواشفه، جنباً إلى جنب مع قراءاتهم الإلكترونية فائقة التوصيل، تعمل في الفضاء.
ومن خلال دراسة بقايا المستعر الأعظم، الذي يبلغ عرضه 10 سنوات ضوئية، يأمل الباحثون في معرفة المزيد عن الحياة على الأرض، وداخل أجسادنا. ويقول فيليسيانو، «كلنا مصنوعون من نجوم، فالعناصر الموجودة في أجسادنا، توجد في لب النجوم، وعندما تنفجر النجوم، فإنها تطلق مقذوفات في الفضاء، وتنتشر مثل هذا الأحداث عبر المجرة، وينتهي بها الأمر في النهاية إلى تكوين كواكب مثل الأرض».