لا يكاد يمر يوم على السوريين إلا والذاكرة تعلن عن ذكرى مجزرة ارتكبها نظام فاقد لكل قيم الإنسانية ومن هذه المجازر مجزرة القبير فبعد حصار قرية القبير بريف حماة الشمالي الغربي من قبل قوات النظام السوري مدعومة بآليات ثقيلة بدأت عمليات القصف باستخدام قذائف الدبابات ثم اقتحمت القرية بمساندة قوات وميليشيات محلية موالية لها وارتكبت مجزرة بحق المدنيين.
مضت اليوم سنوات على عمليات قتل جماعي في القرية حملت صبغة طائفية رميًا بالرصاص وبالأسلحة البيضاء لم تستطع المنظمات والشبكات الحقوقية توثيق العدد الكلي لضحايا المجزرة الذي تراوح بين ٥٥ إلى ١٠٠ مدني بينهم أطفال وسيدات بعد محاولة قوات النظام إخفاء الأدلة والجثث.
وثق ١٠٠ قتيل في مزرعة القبير بعضهم قتلوا بالسكاكين وبينهم ٢٠ طفلًا بعضهم لم يتجاوز السنتين و ٢٠ امرأة وحوالي ٢٥ شخصًا من عائلة واحدة.
ففي حزيران ٢٠١٢توجهت ثلاث دبابات تابعة للنظام السوري إلى قرية القبير رافقتها شاحنات الزيل و ست حافلات بيض ومصفحات زيتية اللون كتب على إحداها مكافحة الشغب بالإضافة إلى عدد من السيارات فيها عناصر يرتدون الزي الرسمي لقوات النظام يحملون أسلحة فردية أغلبها بندقية كلاشينكوف وعددًا من رشاشات PKS.
وسيارات مدنية أخرى رافقت القوة العسكرية تحمل عددًا من الأشخاص يرتدون الزي المدني ويحملون عصيًا وأسلحة بيضاء سكاكين متنوعةوحمل بعضهم مسدسات
الساعة ١:٤٠ ظهرًا طوقت هذه القوات قرية القبير من ثلاثة محاور وهي المحور الشمالي من جهة بلدة معرزاف والمحور الشرقي وهو طريق قرية المجدل والمحور الغربي وهو طريق قرية التويم
بعد أن تمركزت الدبابات أطلقت أربع قذائف على المنازل بشكل مباشر في القرية دون أي تحذير ثم بدأ إطلاق الرصاص من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة باتجاه المنازل أيضًا تبعها بعشر دقائق دخول الدبابات القرية رافقها عناصر قوات النظام برفقة القوات الرديفة
بشكل كثيف بقيت تسمع أصوات إطلاق النار داخل
القرية حوالي ساعة ونصف وبقيت هذه القوات داخل القرية حتى الساعة ٧:٣٠ مساء.
فكانت قوات النظام كانت تخرج الأهالي من بعض المنازل وتطلق النار عليهم بشكل مباشر.
وقالت إحدى الحاجيات إن أفرادًا من القوات الرديفة التي ارتدت الزي المدني أخرجوا زوجها من المنزل وجمعوه مع بعض الشباب من المنازل المجاورة لبيتهم وجعلوهم يستلقون على الأرض ثم قاموا بضربهم بالعصي على رؤوسهم بشكل متكرر حتى شعروا بأنهم ماتوا ثم قاموا بإضرام النار بجثثهم
وفي اليوم التالي رفضت قوات النظام السوري السماح للمراقبين الدوليين الموجودين في حماة بالدخول إلى المنطقة وأوقفتهم على أحد الحواجز العسكرية المحيطة بالمنطقة ومنعتهم من التوجه إلى قرية القبير وطلب منهم العودة إلى مدينة حماة ولم يستطع المراقبون الدخول إلى القرية إلا بتاريخ ٨ من حزيران ٢٠١٢.
الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون الذي كان يأخذ راتبه على كثرة قلقه أدان المجزرة ووصفها بأنها مروعة ومثيرة للاشمئزاز فقد كان كثير القلق والاشمئزاز
ونددت العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية بالمجزرة وترافق ذلك مع مطالبات ودعوات لمحاسبة النظام السوري ومرتكبي الانتهاكات وينتظر الشعب السوري تقديم الجناة إلى العدالة.