قيادي في «قسد» يهاجم المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك ويهدد بالتصعيد ضد دمشق: منظومتنا العسكرية «خط أحمر» واللامركزية خيارنا

وجّه قيادي بارز في ميليشيا «حزب الاتحاد الديمقراطي/قوات سوريا الديمقراطية – PYD/QSD»، الدار خليل، انتقادات حادة لدور المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، متسائلاً عن الصلاحيات التي تخوّله “تقرير ما يريده السوريون”، ومهدداً في الوقت ذاته بالتصعيد ضد الحكومة السورية، في تصريحات تعكس تصاعد حدة الخلافات السياسية والعسكرية بين الطرفين.

وقال خليل إن الحكومة السورية “لن تستطيع مواجهة قوات سوريا الديمقراطية ولا الحاضنة الشعبية الداعمة لها”، معتبراً أن نفوذ قسد الشعبي والعسكري يتفوق على سيطرة الحكومة التي وصفها بـ“المؤقتة”، مؤكداً أنها “تسيطر فعلياً على ثلاث محافظات فقط”.

وشدد القيادي في قسد على أن المنظومة الدفاعية التي تمثلها قواته “خط أحمر”، وأن التهديدات الصادرة من دمشق “لن تحقق أي تغيير”، مبرراً ذلك بما وصفه بـ“الهجمات التي طالت أحياء الشيخ مقصود والأشرفية”، والتي قال إنها أكدت ضرورة احتفاظ قسد بسلاحها “كضمان للدفاع عن شمال شرق سوريا”.

وفي الشأن السياسي، أوضح خليل أن علاقة قسد مع الرئيس السوري أحمد الشرع “ليست عاطفية”، مضيفاً: “لا نريد أن نكون في القلب والعين، بل في الدستور والجيش”، داعياً إلى شراكة في إدارة الدولة مع مكونات المجتمع السوري، بما فيها العلويون والدروز والمسيحيون. واعتبر أن مركزية الحكم في دمشق “قسّمت النسيج المجتمعي السوري”، مؤكداً أن اللامركزية تمثل الخيار السياسي لقسد.

وانتقد خليل المبعوث الأميركي توم باراك، قائلاً: “من أعطى الحق لتوم باراك ليقرر ما يريده السوريون؟”، متسائلاً عن استمراره في منصبه، ومقارنة ذلك بالنظام اللامركزي في الولايات المتحدة.

وفي ما يخص مسار التفاهمات العسكرية، كشف القيادي في قسد أن اتفاقاً جرى بين قواته والحكومة السورية، بحضور وسطاء أميركيين، على آلية لدمج قسد ووحدات حماية المرأة ضمن الجيش السوري، عبر تشكيل فرق وألوية وقوات خاصة وحرس حدود. وأشار إلى أن قسد قدمت لائحة بأسماء قادتها لبدء عملية الدمج، “لكن الحكومة لم ترد حتى الآن”.

واعتبر خليل أن تصريحات وزير الدفاع السوري حول المقترح المقدم لقسد “مماطلة”، وجاءت – بحسب قوله – بعد التوصل إلى اتفاق سابق على آلية الدمج. وأضاف أن الحكومة السورية “إذا أرادت جيشاً للجمهورية، فإن قسد هي الجيش المنظم”، لكنه ربط ذلك بالحصول على “ضوء أخضر من تركيا”.

كما اتهم الحكومة السورية باستثمار التوافقات المؤقتة مع قسد “للوصول إلى واشنطن وتقديم تقرير عن الاستقرار للرئيس الأميركي دونالد ترامب”. وأكد في ختام تصريحاته أن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان طلب من قسد “بحث الحل والاتفاق مع دمشق”، لافتاً إلى أن المباحثات بين أوجلان وتركيا أسهمت في خفض مستوى العداء التركي تجاه شمال شرق سوريا، وأن “بنية الحل السوري مرتبطة بمسار السلام في تركيا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.