قوالب الثلج “البوز” تدخل قائمة الأزمات في الحسكة

الحسكة – حمزة المنديل 

يحمل “محمد” ذو العشرة أعوام نصف قالب من الثلج على كتفه الأيمن، العرق والإرهاق والتعب، مشاعر غلبتها فرحة محمد الذي حصل على قطعة من الثلج بعد الانتظار عدة ساعات على إحدى طوابير الانتظار أمام معمل ثلج.

هذا هو الحال لمن أراد الحصول على ماء بارد يروي به ضمأ الصيف الحار الذي ارتفعت درجاته في مدينة الحسكة.

أزمة أخرى دخلت إلى قائمة أزمات تطول يوما بعد يوم في مدينة يعاني سكانها يوميا للحصول على أبسط مقومات الحياة.

يضاف إلى صعوبة الحصول عليه، سعر قالب الثلج غير الثابت الذي يصل في معظم الأحيان إلى أحد عشر آلاف ليرة، كما أنه لا يوجد مؤسسة تتبنى توزيعة ولا التأكد من صحة انتاجه أو نظافة المياه التي يصنع منها هذا القالب.

لا يختلف الأمر أيضا على علي الصالح ذو الخمسة والثلاثين عاما من حي الحارة العسكرية، الذي جلب أحد القوالب الثلجية من معمل بوز قريب، كانت مصنوعة من مياه مالحة وغير نظيفة،

إذ بدأت تظهر فيه رواسب بيضاء وأتربه ومواد تعكر صفو الماء.

وعلى الرغم من وجود بعض المنظمات التي تبنت سابقا عملية إضافة الكلور للمياه وتعقيمها إلا أنها لم تسجل أي حضور هذا العام، الأمر الذي يترك الأهالي في مواجهة مباشرة مع الأمراض السارية والمعدية

التي تنتقل مع المياه وتكون آثارها كارثية على مدينة يقطن فيها أكثر من مليون نسمة.

وقد سجلت المشافي المحلية والكوادر الطبية حالات تسمم حدثت سابقا لأطفال من قرى ريف الحسكة بسبب مياه الشرب، ناهيك عن أمراض من نفس النوع سجلتها مشافي الحسكة العامة وحذرت من انتشارها بسبب عدم وجود رقابة على 

مياه الشرب التي أصبحت سلعة لضعاف النفوس في مدينة الحسكة المنكوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.