قصيدة اليتيمة التي كانت سبباً لقتل قائلها،،

وتروي الحقائق أن من نسج القصيدة هو دوقلة المنبجي
وهو:الشاعر هو الحسين بن محمد المنبجي وهو المعروف بدوقلة وهو شاعر مغمور وتنسب له قصيدة اليتيمة ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي في القصيدة وهي التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها
فما قصة قصيدة اليتيمة : للقصيدة اليتيمة قصة غريبة وهي أنه كان هناك أميرة في نجد تدعى دعد وقد قطعت عهداً على نفسها أن لاتتزوج إلا لمن يكتب بها أجمل قصيدة وقد ذاع صيتها بين الشعراء في بلاد العرب وتوافد الشعراء من كل مكان على أن يفوزوا بقلب دعد
كتب دوقلة القصيدة وانطلق إلى دعد في بطحاء الجزيرة العربية وفي طريقه قابل إعرابياً وتعارفا على بعضهما البعض.
فسأله الإعرابي إلى أين يا أخا العرب
فقال دوقلة إلى حمى دعد .
قال الإعرابي: هذا يعني أنك كتبت ملحمتك وأعددت نفسك للقاء الأميرة
قال دوقلة : نعم

قال الإعرابي: اسمعني إياها

فروى دوقلة القصيدة، وكان من عادة العرب حفظ الشعر من الرواية الأولى عند كثير من رواة العرب، ولما فرغ منها، أعجبت القصيدة الإعرابي، ولكنه لم يحفظها من الرواية الأولى، فطلب من دوقلة أن يعيدها عليه، فكررها ومازال يطلب منه حتى حفظ الإعرابي القصيدة.

عندئذ قام الإعرابي وقتل دوقلة وحمل القصيدة في قلبه لدعد، وعندما وصل لبلاط الأميرة أخبروها بقدوم شاعر من بلاد بعيدة، حيث نسي الإعرابي موطنه الأصلي عندما حل في بلاط الأميرة.

طلبت دعد من الشاعر أن يسمعها القصيدة فبدأ يقول القصيدة إلى أن وصل لبيت في القصيدة حفظته دعد فقد كانت على قدر من الثقافة والمعرفة وحب الشعر وبعد أن فرغ الإعرابي من قول القصيدة قالت دعد: اقتلوه فإنه قاتل زوجي فتعجب من في البلاط لفكرة الأميرة وسألوها كيف عرفت أنه قتل زوجها فقالت الأميرة يقول هذا الشاعر في قصيدته إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني أَو تنجدي يكنِ الهَوى نَجدُ
فالإعرابي ليس من تهامة ولا في لكنته شيء من هوى نجد.

 

ولكن دوقلة الأذكى من قاتله عندما أدرك أن الاعرابي لابد قاتله أضاف إلى قصيدته هذا البيت الذي كشف قاتله وقال فيه :

إن تــتهمــي فـتهامة وطني أو تــنجــدي إن الهوى نجدُ

و كان معنى البيت أن الشاعر من نجد بينما الأعرابي السارق لم يكن نجدياً لأنه في البداية عرف بنفسه و بمكانه الأصلي
ونص القصيدة يقول :
لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت

إِلّا بحرِّ تلَهُّفي دَعدُ

بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم

الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ

وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت

ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ

فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ

والشعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ

ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا

وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ

وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها

شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ

وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت

أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ

بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ

وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ

وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ

وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ

وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ

عَلى رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ

والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ

تعطو إذا ما طالها المَردُ

وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها

وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو

وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ

فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ

وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ

عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنُ العَقدُ

وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما

مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ

وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت

بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ

وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ

فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ

وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما

كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ

فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت

مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ

وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ

عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ

وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ

حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ

وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا

واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ

إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا

يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ

قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً

فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ

لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت

دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو

إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني

أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ

فكانت هذه القصيدة يتيمة وهي سبب قتل صاحبها وقتل من سرقها ممن صاغها وكتبها صادقاً. 

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

تحرير: حلا مشوح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.