في ذكرى التحرير ويوم النصر… الرئيس السوري أحمد الشرع يعلن “القطيعة التاريخية” مع إرث النظام البائد ويؤكد المضي ببناء دولة قوية وعادلة

وجّه الرئيس السوري أحمد الشرع خطاباً شاملاً إلى الشعب السوري بمناسبة ذكرى التحرير ويوم النصر، متوقفاً عند تضحيات السوريين ومسار التحوّل العميق الذي شهدته البلاد منذ سقوط النظام البائد، ومجدداً التزام الدولة ببناء مؤسسات عادلة وقوية تستند إلى ثقة الشعب وإرادته.

الرئيس الشرع استهلَّ كلمته بتحية خاصة لدمشق وأهلها، قائلاً إن “في الشام الخير وحسن المعشر وأطيب القلوب وأفطن العقول”، مؤكداً أن السوريين أثبتوا عبر تاريخهم أنهم أشد بأساً حين تُسلب الحقوق وتُهان الكرامة، وأن هذا الصمود كان أساس العطاء والانتصار.

وقال الرئيس إن النظام البائد “حوّل عقد المواطنة إلى صك عبودية، وأقام بين السلطة والشعب سدوداً من الخوف والرعب، وأسّس لكيان يقوم على اللاقانون ونشر الفساد”، حتى باتت الكلمة جريمة والإبداع وصمة عار وحب الوطن تهمة وخيانة.

وأضاف أن سوريا اليوم تفتح صفحة جديدة “مع إشراق شمس الحرية”، معلناً عن “قطيعة تاريخية مع ذاك الموروث”، ومعتبراً أن نهاية المعركة مع النظام البائد “كانت بداية لمعركة جديدة في ميادين العمل والاجتهاد”.

وشرح الرئيس ملامح الرؤية الوطنية الجديدة، التي تقوم على جعل سوريا “دولة قوية تنتمي لماضيها التليد ومستقبلها الواعد”، مشيراً إلى أن الدولة عملت منذ الأيام الأولى للتحرير على دمج مختلف القوى العسكرية ضمن “جيش وطني موحد قائم على المهنية”، وهو ما أسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في عموم البلاد.

كما أكد الشرع أن الحكومة حرصت على ترشيد السياسة الاقتصادية، ورفع مستوى الدخل، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، بالتوازي مع تعريف العالم برؤية سوريا الجديدة عبر استقبال الوفود الدولية وزيارة عدد من الدول.

وفي ملف العدالة، شدّد الرئيس على التزام الدولة بـ “العدالة الانتقالية لضمان محاسبة كل من انتهك القانون”، وعلى أن “حق الشعب في المعرفة والمساءلة والمحاسبة أو المصالحة هو أساس الاستقرار”، مؤكداً أن ملف المفقودين وأسرهم يبقى في مقدمة الأولويات الوطنية.

ووجّه الرئيس رسالة مباشرة للشعب السوري قائلاً:

“لقد أثبتم للعالم أن النصر مجرد بداية… تعالوا لنجعل من النصر مسؤولية تتجلى فينا عملاً وعدالة ورحمة.”

وفي ختام خطابه، حيّا الرئيس أرواح المقاتلين والمجاهدين والأسرى والشهداء والجرحى والثائرين، مؤكداً أن تضحياتهم هي التي مهدت الطريق لسوريا الحرة الجديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.