اللاذقية – مروان مجيد الشيخ عيسى
يقول المثل يسرقون الكحل من العيون.
ومع تزايد الوضع المعيشي الصعب للمواطنين، والنهب والسرقة التي عمّت البلد، ولا سيما في المناطق التي يسيطر عليها، وتسلّط الشبيحة وعناصر الميليشيات على مقدرات البلاد ومبانيها ومنشآتها الخدمية والاقتصادية.
ولطالما تغنّى الشبيحة والموالون بإنجازاتهم التي شملت سرقة البيوت والمدن التي يُهجِّرون منها أهلها أو التسلط على المدنيين عند مرورهم بالحواجز الأمنية وابتزازهم وسرقة متاعهم، لكن كل ذلك لم يصل إلى ما وصل إليه شبيحة اللاذقية ومن يعمل لدى المؤسسات التابعة لميليشيا أسد، الذين طبّقوا قاعدة اللصوص الأولى في السرقة: (ليس هناك شيء لا يستحق السرقة).
فقد قام ثلاثة أشخاص بسرقة جسر للمشاة في مدينة اللاذقية بعد أن انتحلوا صفة عمال بلدية وأحضروا رافعة كبيرة وقاموا بفك قطع الجسر الحديدي ثم نقلها إلى مكان مجهول بهدف بيعها وسرقة ثمنها.
وذكرت صفحة “سما اللاذقية” الموالية على فيسبوك أن الأهالي في المدينة لاحظوا اختفاء جسر المشاة الحديدي في الشارع العام لحي تشرين، مشيرة إلى أنهم اعتقدوا أن بلدية اللاذقية هي من قامت بفكّه ونقله
أن العملية تفكيك الجسور الحديدية بالمدينة تكررت مع جسر آخر في شارع السجن، لكن حينها قام أحد المواطنين بالاستفسار وسؤال البلدية عن سبب القيام بذلك، وفوجئ بنفيها أن تقوم بمثل هذا العمل أو أنها أمرت أحداً للقيام به.
ولفتت “سما اللاذقية” إلى أن عناصر البلدية والشرطة أبلغوا بالواقعة ولدى ذهابهم للموقع لاحظوا وجود شابين بالعقد الثالث من عمرهما إلى جانب آخر يقوم بقيادة رافعة (سائق الونش) يقومون بفكّ الجسر، حيث تم القبض عليهم متلبّسين وصودرت المعدّات لتقديمهم للقضاء المختص.
وبينت أن البلدية التابعة للنظام قامت بإرجاع الجسر في مكانه الأصلي وإعادته للعمل بعد أن تم تفكيكه، في حين استغرب معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي من تردّي الأوضاع في البلاد وغياب الرقابة والقانون إلى هذا الحد، معتبرين أن الوضع أشبه بالغابة التي ينتصر فيها القوي فقط.
من جهتهم لام موالون آخرون النظام على ما آلت إليه الأوضاع وانتشار السرقة والنهب بشكل علني، فيما عدّ بعض المعلقين الهروب والهجرة هي الحل الأمثل في ظل التردي المعيشي والاجتماعي الذي وصلت اليه البلد.
بالمقابل نفت صفحات موالية أخرى صحة هذا الخبر مؤكدة عدم وجود مثل هذا الحادث وأن الصور المتداولة ملتقطة منذ العام الماضي أثناء تركيب عمال البلدية أحد الجسور الحديدية باللاذقية، فيما يبدو من طريقة التكذيب أن بعض المسؤولين التابعين للنظام مارسوا ضغوطاً كبيرة للتشويش على شبهة تورطهم في مثل هذه السرقات الكبرى، التي لا يمكن لأفراد عاديين أن يقوموا بها.