أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” التابعة للمعارضة السورية، اليوم السبت، إحراز تقدم واسع النطاق في ريف إدلب الشرقي ومدينة حلب، ضمن إطار عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “ردع العدوان”. وذكرت الإدارة أن الفصائل تمكنت من السيطرة على 43 قرية وبلدة، بما في ذلك بلدة جرجناز ومطار “أبو الضهور” العسكري، بعد معارك عنيفة مع قوات حكوميةً
وفي تطور متصل، أفادت مصادر محلية بسيطرة المعارضة على مواقع استراتيجية داخل مدينة حلب، أبرزها قلعة حلب وساحة سعد الله الجابري وسط المدينة. كما امتدت سيطرتها إلى مدن عندان وحريتان وكفرحمرة وحيان في ريف حلب الشمالي.
وأكدت “إدارة العمليات العسكرية” أن هذه السيطرة تأتي استكمالاً لجهودها في “تأمين الريف الجنوبي الشرقي لمدينة إدلب”، إضافة إلى تحقيق مكاسب جديدة في ريف حلب الشمالي والشرقي.
في السياق ذاته، أعلنت فصائل “الجيش الوطني السوري” إطلاق عملية جديدة باسم “فجر الحرية”، حيث تمكنت من السيطرة على بلدات تادف، طومان، وأبو طلطل بريف مدينة الباب شرقي حلب.
التحركات العسكرية والدبلوماسية
تزامناً مع هذه التطورات، أكدت ثلاثة مصادر عسكرية سورية أن قوات حكومة دمشق أغلقت مطار حلب الدولي والطرق الرئيسية المؤدية من وإلى المدينة، إثر تلقي أوامر بالانسحاب الآمن. ووفقاً لوكالة “رويترز”، فإن الجيش السوري أصدر تعليمات عند نقاط التفتيش بالسماح فقط للقوات العسكرية بالمرور.
من جانبها، أعلنت “هيئة تحرير الشام”، التي تقود العمليات في حلب، فرض حظر تجول مؤقت في المدينة، بهدف “ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار”.
الموقف التركي
على صعيد المواقف الإقليمية، أكدت وزارة الخارجية التركية، أمس الجمعة، أن التصعيد الأخير في شمال سوريا “يشكل تهديداً لاتفاقيات أستانا”. وأوضح المتحدث باسم الوزارة أونجو كيتشيلي أن بلاده تتابع التطورات عن كثب، داعياً إلى وقف فوري للهجمات للحفاظ على استقرار المنطقة.
وأشار كيتشيلي إلى أن استمرار التصعيد سيزيد من زعزعة استقرار شمال سوريا، مشدداً على أهمية وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مع التأكيد على أولوية مكافحة الإرهاب.
خلفية المشهد
التصعيد في شمال سوريا يأتي في وقت حساس، حيث تسعى الفصائل المعارضة إلى تعزيز نفوذها في إدلب وحلب، بينما تواجه حكومة دمشق تحديات ميدانية وعسكرية، في ظل تدخلات إقليمية ودولية متزايدة، تعكس تعقيد المشهد السوري المستمر منذ أكثر من عقد.