ديرالزور – مروان مجيد الشيخ عيسى
قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في دير الزور، فراس ذياب الجهام الملقب بـ”فراس العراقية”، يستغل نفوذه العسكري لتوسيع استثماراته ومراكمة ثروته على حساب المدنيين.
واشتهر “العراقية” في بداية الثورة السورية عام 2011 بعمله لصالح الأجهزة الأمنية، وساعد في قمع واعتقال العشرات من المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام السوري بقيادة بشار الأسد.
وهو من مواليد مدينة دير الزور عام 1976، وتعود أصوله إلى بلدة البحرة الواقعة على الضفة اليسرى من نهر الفرات والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية .
وتتهم مواقع سورية معارضة “الجهام” بارتكاب جرائم حرب في دير الزور، كما تحمله شبكات محلية مسؤولية قتل عشرات المعارضين وتصفيتهم ممن انخرطوا مبكرا في العمل الثوري في المدينة.
ولجأت مخابرات النظام السوري إلى الجهام وطلبت منه تنظيم مجموعات مليشيا “الدفاع الوطني” التي كانت غير منظمة إبان حصار تنظيم الدولة ( د ا ع ش) لأحياء واقعة تحت سيطرة النظام داخل مدينة دير الزور عام 2015.
وبدأ الجهام بتشكيل المليشيا مرة أخرى من مدنيين متطوعين وعسكريين أنهوا خدمتهم الإلزامية وأصبح قائدا لها في دير الزور منذ عام 2016.
وساعد اللواء محمد خضور وهو المسؤول العام عن العمليات العسكرية في المنطقة الشرقية آنذاك، الجهام في تشكيل المليشيا، التي بدأت تتمركز داخل الأبنية السكنية والمؤسسات العامة في مدينة دير الزور وحولتها لمقرات لها.
وأصبح الجهام اليد اليمنى لـ “خضور” لتنفيذ عمليات جباية الإتاوات من أصحاب المحال التجارية وجلب المطلوبين وإجراء جولات أمنية داخل الأحياء
ومليشيا الدفاع الوطني هي قوات رديفة لقوات النظام السوري، شكلت من عناصر مدنيين وعسكرين غير منضبطين لمساندة الأخير خلال عملياته العسكرية.
وجدت مليشيا “الدفاع الوطني” في البداية، بأمر إيراني وأسسها العميد في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حسين همداني، والذي قتل في 9 تشرين الأول 2015 في محافظة حلب.
ولاحقا انقسم ولاء تلك المليشيا بين إيران وروسيا، حيث تبنت الأخيرة كثيرا منها ودعمتهم لوجستيا وعسكريا وأصبحوا تابعين لها بشكل مباشر.
ويدير “الجهام” شخصيا مشروع تجنيد الشباب من أبناء العشائر العربية في دير الزور ويجري دورات تدريبة لهم، قبل أن ينخرطوا في مليشيا “الدفاع الوطني” بشكل رسمي ويحصلون على بطاقات شخصية؛ وذلك لزجهم في معارك البادية السورية ضد تنظيم الدولة.
كما يعهد إلى هؤلاء بحماية طريق دير الزور- دمشق الدولي، مقابل راتب شهري يبلغ مئة دولار أميركي.
ويبلغ عدد عناصر مليشيا “الدفاع الوطني”، الذين يتبعون لـ “العراقية” في دير الزور أقل من 1500 عنصر يتراوحون بين مدنيين ومتخلفين عن الخدمة الإلزامية أو ممن أنهوا خدماتهم العسكرية.
ووفقا لموقع “مع العدالة”، فإن “فراس العراقية” جند عددا من عناصره بمهمة نشر وترويج المواد المخدرة في صفوف مراهقي وأطفال دير الزور، وعمد إلى تخفيض أسعار المواد المخدرة لضمان الانتشار بشكل أكبر.
وفي أيار 2021 و أقدم “العراقية” على تزوير أسماء منتسبين جدد إلى مليشيا “الدفاع الوطني” بدير الزور وأجرى لهم دورة تخرج عسكرية؛ بهدف الحصول على رواتب ومستحقات هؤلاء المقدمة من روسيا والنظام السوري والتفرد بها لنفسه.
كما اتهم “العراقية” بتزوير وكالات بأسماء أشخاص مطلوبين للنظام السوري لنقل أملاكهم في دير الزور إلى اسمه.
والجهام لا يحمل أي مؤهل دراسي، لذلك جرى اكتشاف أكثر من مرة عملية تزوير متمثلة بحضور عناصر من مليشيا “الدفاع الوطني”، إلى امتحان الثانوية العامة للتقدم باسم الرجل، مما دفع مديرية التربية لإصدار قرار بحرمانه من ذلك الاختبار.