عادات وتقاليد الأعراس في دير الزور

لكل مدينة في سوريا عاداتها وتقاليدها وتمتاز طقوس العرس التقليدي في ديرالزور ببساطتها وعفويتها واعتمادها على القيم والتقاليد والعادات الاجتماعية والموروث الشعبي المصاحب لحفلات الزواج من عقد القران إلى الحنة إلى العرس الكبير الزفاف وعن تفاصيل هذه الطقوس فتقديرا لرجال عائلة العروس يقوم عدد من رجال عائلة العريس من كبار السن بزيارة أهل العروس لطلب يدها وغالبا يكون المتحدث الأكبر سناً في عائلة العريس وهو مايسمى جاهة الرجال ولا يجوز أن يقل عددهم عن ١٠ رجال.

وعند الموافقة يقرأ الجميع الفاتحة على نية التوفيق ويتم هذا بغياب العروس في غرفة مجاورة فلا يجوز لها الحضور ثم يتم تحديد موعد عقد القران بعد الاتفاق على المهر وعند عقد القران ينطبع الخجل على العروس بهذا الموقف وتتصف بالرزانة والخجل والوقار ويصعب عليها الحضور أمام الرجال فتقوم بتوكيل والدها أو أخاها الأكبر لينوب عنها في حال توقيع أية أوراق كي لا تظهر أمام الرجال

ويتم في بيت والد العريس حفل الزفاف حيث تجتمع النسوة فقط لتعبرن عن فرحتهن وهن يرددن بعض أغاني الموروث الشعبي الخاصة بمثل هذه المناسبة قبل البدء بحفلة الحنة ثم تذهب نسوة أهل العريس إلى بيت أهل العروس لإقامة حفلة الحنة حيث ترتدي العروس الملابس التقليدية وتتزين قبل استقبال أهل العريس فالرجال يجتمعون منفصلين إلى حد كبير عن النساء ويقوم أهل العريس بالزغاريد والغناء والرقص فيما نساء بيت العروس في صمت وبدون حراك مع ابتسامة الفرحة فهذا الأمر هو جزء من العادات والتقاليد

فالحنة أولاً تعطي اليدين نعومة وجمالية ورونق وهي مهمة وترمز للعروس إلى وجود جمعة الصديقات والأحبة بجانبها ولمة الصديقات أمر مهم للعروس وبمعتقداتنا من تقوم بحنة العروس تتزوج بعدها مباشرة حفلة الحنة هذه واحدة من أجمل طقوس الزواج في ديرالزور وهي أمر أساسي في الريف أكثر منه في المدينة

وحتى تختتم طقوس العرس في دير الزور لا بد من مسك تجسده الحفلة الكبرى التي تبدأ عادة في الريف بعد صلاة العصر وبعدد من الحضور تتزين الحفلة حتى ساعة متأخرة من الليل من رقص شعبي والدبكة والربابة والشعر ويبدأ الرقص والغناء المشترك من العائلتين والرقص الإيقاعي الرجالي حيث يتوافد الضيوف إلى ساحة الحفل البعض يحمل سيفه رمزاً للرجولة والبأس حتى خلال الدبكة والرقص والغناء الموروث

فالحفلة في الواقع هي حفلتان توأم واحدة للرجال وأخرى للنساء اللواتي لا يبعدن عن الرجال غير أمتار معدودة هؤلاء النسوة خطفن العروس لساعات فقط بعيدة عن عريسها للاحتفاء بها وللتبريك لها وهي ترتدي ثوباً تقليدياً وحفظن الكثير والكثير من موروث الأغنيات الشعبية الملائمة لكل عرس من دون الاستعانة بصرعات الأغاني الحديثة فالقديمة تحلى كلما مر عليها الزمن ما دامت أصيلة وصادقة وتحرك القلوب من التفاصيل الصغيرة والمهمة والجميلة

ويكون ختام مسك حفلة الزواج يكون بحضور الطعام خاصة المناسف التقليدية التي تجمع الرجال حلقات حولها وأهل العريس يضيفون فوقها مزيج من السمنة العربية أو ومرقة اللبن وكلما زادت المناسف زاد كرم أهل العريس وبالمقابل كلما أكل الضيوف أكثر فهو تعبير عن عمق المحبة والمشاركة والتهنئة التي يحملونها طبعاً الرجال يأكلون لوحدهم والنساء يأكلن لوحدهن وكل هذه الطقوس لازالت تحافظ عليها دير الزور وخصوصا أبناء العشائر في ريف دير الزور.

إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.