نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تقريراً تناولت فيه تعقيدات الوضع في سوريا، مشيرة إلى أن إخراج إيران بشكل كامل من الأراضي السورية يُعد أمراً “مستحيلاً”. لكنها لم تستبعد إمكانية أن يشكل تقاطع المصالح بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، والرئيس السوري بشار الأسد، فرصة لحل بعض القضايا الإقليمية الحساسة، بما في ذلك ملف تهريب الأسلحة إلى “حزب الله” في لبنان.
وأكدت الصحيفة أن تنفيذ بند منع تهريب الأسلحة في أي اتفاق مستقبلي بين إسرائيل ولبنان يتطلب تعاوناً مع دمشق. ووصفت الأسد بأنه “الشريك الصامت” المحتمل في تحقيق هذا الهدف، خاصة في ظل وجود توجه أمريكي محتمل لتغيير السياسة تجاه سوريا مع دخول ترمب البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أن ترمب، المعروف بحبه “للصفقات الكبرى”، قد يطرح حلاً يهدف إلى الحد من النفوذ الإيراني في سوريا دون إزالته تماماً. ويتضمن ذلك خطوات تضمن عدم نقل الأسلحة إلى “حزب الله” عبر الأراضي السورية، وهو ما قد يتطلب موافقة الأسد ضمن إطار أوسع من التفاهمات.
في هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن روسيا، الحليف الأساسي للأسد، كانت قد طلبت من إسرائيل ضبط النفس في هذا الملف. إلا أن موسكو أوضحت، عبر مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، أن منع تهريب الأسلحة ليس جزءاً من تفويض القوات الروسية في البلاد.
وأضاف التقرير أن ترمب، الذي أبدى رغبته في سحب نحو 900 جندي أمريكي من سوريا، قد يحتاج إلى دعم من دمشق وأنقرة لتحقيق هذا الهدف. كما لفت إلى أن الأسد يرى في هذه التحركات فرصة لإعادة ترميم مكانته الدولية، خاصة بعد استئناف العلاقات بين دمشق وعدد من الدول العربية، ومع بروز مشروع قرار أوروبي بقيادة إيطاليا لإعادة تقييم سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا.
يرى مراقبون أن أي تغيير محتمل في السياسة الأمريكية تجاه سوريا قد يفتح المجال لتفاهمات جديدة، لكن يبقى نجاح هذه المبادرات مرهوناً بقدرة الأطراف على الموازنة بين المصالح الإقليمية والدولية المعقدة.