سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عمّا جرى بين بشار الأسد وزعيم ميليشيا فيلق القدس السابق قاسم سليماني، قبل اغتياله في عام 2020، مشيرةً إلى أن بشار منع الإيرانيين قبل 3 سنوات من شن أي هجمات ضد إسرائيل عبر الأراضي السورية، بغرض تخفيف الاحتكاك، وهو لا يزال ساري المفعول.
وقالت الصحيفة في تقرير لها الجمعة، إن إسرائيل شنّت مئات الغارات ضد التموضع الإيراني في سوريا خلال هذه السنوات، من دون رد إيراني مباشر، أو حتى عبر مجموعات مسلحة شكلتها طهران في الجزء غير المحتل من هضبة الجولان للعمل ضد إسرائيل.
وقالت “هآرتس” إنه قبل وقت قصير من اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، الذي “تلقّى تعليمات من الأسد بالامتناع عن شنّ هجمات أخرى، في نهاية العام 2019” وأعاد الأسد تعليماته لإسماعيل قاآني، الذي خلفه.
وتابعت الصحيفة أنه بدلاً من مثل هذه الهجمات، لجأت إيران بواسطة الميليشيات الموالية لها إلى الرد على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق طائرات بدون طيار وقذائف صاروخية باتجاه قاعدة التنف الأمريكية في جنوب سوريا.
وفيما يتعلق بالهجومين الإسرائيليين في سوريا، أول أمس، أفادت الصحيفة بأن الهجوم الأول الذي استهدف مطار حلب وألحق أضراراً بالغة فيه، استبق هبوط طائرة إيرانية فيه كانت تنقل أفراداً وأسلحة. وبعد ساعة استهدف هجوم إسرائيلي آخر مطار دمشق، لمنع الطائرة الإيرانية نفسها من الهبوط فيه، واضطرارها إلى العودة إلى إيران.
وأضافت الصحيفة أن هذين الهجومين استغلّا تغيُّراً في صورة الوضع، يتعلق بقرار روسيا سحب بطاريات الدفاع الجوي “اس-300” من سوريا، إثر الحرب في أوكرانيا.
ولا تزال بطاريات “اس-400” الروسية في شمال – غرب سوريا، ومهمتها المركزية الدفاع عن قاعدة سلاح الجو الروسي في سوريا “وليس اعتراض هجمات إسرائيلية. ورغم الانتقادات الروسية العلنية لإسرائيل بين حين وآخر، لكن لا يوجد تشدد من جانب موسكو ضد هجمات إسرائيلية في سوريا.
وهذه التغيرات تعكس تراجع اهتمام الدولتين العظميين بما يحدث في سوريا. فلدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اهتمامات أخرى مُلحّة أكثر للتركيز عليها. والأمريكيون، الذين يحتفظون بقوات مؤلفة من عدة مئات جنود في التنف وقواعد صغيرة أخرى، يُظهرون اهتماماً ضئيلاً بما يحدث في سوريا”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” أكدت الأسبوع الماضي أن الأسد منع الإيرانيين منذ نحو عام من الرد على إسرائيل، لكن “هآرتس” قالت إن ذلك معمول به منذ 3 سنوات.
وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن السوريين لا يريدون شن هجوم ضد إسرائيل من أراضيهم، لأن ذلك يهدد باندلاع حرب شاملة ستساهم كثيراً في زعزعة الوضع في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من الضعف.
وبسبب هذا الطلب، استهدفت الميليشيات المسلحة التي تتبع لإيران، القواعد الأمريكية في سوريا، أملاً منها بأن يدفع ذلك الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لوقف ضرباتها.