شرق أوسط – مروان مجيد الشيخ عيسى
بعد سنين القطيعة بين تركيا والنظام السوري بسبب موقف تركيا من القضية السورية فقد كشفت مصادر تركية عن مطالب متبادلة بين أنقرة والنظام السوري من أجل إعادة فتح قنوات الاتصال وتطبيع العلاقات.
ونقلت صحيفة «تركيا» القريبة من حكومةأردوغان ، عن مصادر مطلعة لم تحددها بالاسم ، أن النظام السوري طرح 5 مطالب يتعين على أنقرة تحقيقها من أجل إعادة فتح قنوات الاتصال بين الجانبين، تتلخص في إعادة محافظة إدلب إلى سيطرة النظام السوري، ونقل جمارك معبر كسب الحدودي، مع معبر جيلفا جوزو (باب الهوى) إلى سيطرته، وترك السيطرة الكاملة على الممر التجاري بين معبر «باب الهوى» وصولاً إلى دمشق، بالإضافة إلى الطريق التجاري الواصل بين شرق سوريا دير الزور والحسكة، وطريق حلب – اللاذقية الدولي (M4) للنظام، وعدم دعم تركيا العقوبات الأوروبية والأميركية ضد رجال الأعمال والشركات الداعمة للنظام.
وذكرت المصادر أن تركيا طالبت النظام السوري، بالمقابل، بتطهير مناطق وحدات حماية الشعب الكردية، أحد مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالكامل، والقضاء التام على التهديد على الحدود حسب وصفها، والاستكمال التام لعمليات التكامل السياسي والعسكري بين المعارضة والنظام، والعودة الآمنة للاجئين.
وكشف حزب «الوطن» التركي المعارض، الذي يبدي في السنوات الأخيرة تقارباً مع حكومة إردوغان، عن زيارة قريبة لوفد منه إلى دمشق، للقاء بشار الأسد، بمباركة الحكومة التركية.
وقال الأمين العام للحزب، أوزغور بورصالي، إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من النظام السوري، وإنها كانت على جدول أعمال الحزب منذ زمن، وقد حان وقتها، وسيقوم بها خلال 10 إلى 15 يوماً كحزب مستقل، وفقاً لبرنامجه وسياساته ومسؤولياته تجاه مستقبل تركيا، مؤكداً أن الحكومة على علم بهذه الزيارة.
فالمحادثات ستركز على تعزيز التعاون بين تركيا والنظام السوري في جميع المجالات، لا سيما في المجالين العسكري والاقتصادي، والكفاح المشترك ضد كل التنظيمات المتعصبة والرجعية، ووحدة سلامة أراضي سوريا، والعودة الآمنة للاجئين في تركيا إلى بلادهم.
فسياسة المناطق الآمنة في شمال سوريا ، التي تتبعها الحكومة التركية لتحقيق العودة الطوعية للاجئين، وصفت بأنها خاطئة، فالهدف سيكون جعل جميع المناطق السورية آمنة بالتعاون مع النظام السوري، وليس بإنشاء ممر أمني.
فحزب الوطن سيبذل جميع جهوده لتحسين العلاقات بين تركيا وسوريا، فالعقدة المهمة سيتم حلها عبر دخول الحكومة التركية بطريق التفاهم مع سوريا، فالوفد المشارك في الزيارة سيكون من عدد محدود من الأعضاء، إضافة إلى اصطحاب عدد من الصحافيين.
وسبق أن كشف حزب الوطن، وهو حزب معارض يساري يرأسه دغو برينتشيك، الذي أصبح يُوصَف بأنه حليف إردوغان في السنوات الأخيرة، عن زيارات قامت به وفود منه إلى دمشق، والتقت بشار الأسد وأركان نظامه، منذ عام 2017، بعلم الحكومة التركية.
وقال عضو لجنة المصالحة السورية، عمر رحمون، في لقاء مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، إنه منذ 5 سنوات باتت السلطات التركية تتواصل على مختلف الأصعدة مع الجانب السوري إما عن طريق أجهزة الأمن والاستخبارات، أو عبر الطرق الدبلوماسية المعتادة، وجرت لقاءات مشتركة عدة بين الطرفين، لكن الآن التسريبات باتت بوتيرة أعلى، وبشكل علني، وتدل على قرب عقد مصالحة بين أنقرة والنظام.
فهل سيتم حل الخلافات وتعيد تركيا علاقاتها مع نظام دكتاتوري قتل وهجر ملايين من الشعب السوري