سنين مضت وأهل سوريا بين القصف الممنهج لماكينة القتل المجرمة على يد النظام السوري وجميع مرتزقته من إيران والعراق ولبنان وبين التشرد في مخيمات اللجوء يعانون شظف العيش والجوع والبرد والحرمان من أبسط حقوق الإنسانية فلايعلم أحد ماهو القادم على السوريين ودون أن يتغير أي شيء في مستقبلهم مازالت الحرب قائمة رغم كل الحديث عن انتهائها ومازال السوريون في الداخل السوري يعانون من خوف أثر الحرب رغم وعود عودة الأمن والأمان الكاذبة إلى البلد ومازالت غالبيتهم تعاني من شظف العيش والفاقة بعد أن انحدرت الليرة السورية إلى مستويات غير مسبوقة أمام الدولار مما أدى إلى المزيد من احتكار المحتكرين للمواد الأساسية وإلى ارتفاع جنوني بالأسعار ومازالوا يعيشون في ظلام وبرد بسبب الانقطاع اليومي الطويل للكهرباء في كل سوريا وبسبب شح مواد التدفئة وارتفاع أسعارها ومازالت سوريا التي دمرهتها قوات النظام السوري وحلفاؤه الدوليون مدمرة بالكامل مع الأحاديث المتواصلة عن إعادة الإعمار والذي على ما يبدو أنه غير مسموح به قبل الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية هذا الحل الذي يعطله المجتمع الدولي واضعا عدم اتفاق لجنة المفاوضات بين النظام والمعارضة عذرا أساسيا رغم أن أصغر طفل سوري يدرك أن الحل في سوريا هو بيد المجتمع الدولي وأن قرارا جديا واحدا يمكنه أن يوقف هذا الاستنزاف اليومي لسوريا وشعبها وهو إسقاط نظام القتل والخيانة
أما السوريون خارج سوريا فهم على ما هم عليه فالسوريون في المخيمات في الدول القريبة يعانون كما كل شتاء من البرد الشديد ومن غرق خيمهم بأمطار هذا الفصل الذي يصبح خيره وبالا على سوريي المخيمات ويعانون من تغير مزاج مموليهم فطقس الشتاء القارس في شمال غربي سوريا أدى إلى مقتل رضيعتين في مخيمين منفصلين للنازحين فقد اجتاحت درجات حرارة قياسية وعواصف ثلجية غزيرة معظم أنحاء الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة
وقد أصاب البرد والثلج الكثير من الفقراء السوريين بشدة وتوفي طفل واحد على الأقل بسبب قسوة البرد في لبنان
وفي شمال غربي سوريا تمثل النساء والأطفال ٨٥ بالمئة من النازحين في مخيمات مكتظة غير آمنة فإلى متى تبقى معاناة الشعب السوري وإلى متى يبقى القاتل الحقيقي خارج قفص الإتهام.
إعداد: مروان مجيد الشيخ عيسى
تحرير: حلا مشوح