سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى
تعودنا من النظام السوري أن تكون نهاية رجاله انتحارا فيوم أمس أعلنت داخلية النظام السوري كعادتها وعبر معرفاتها الرسمية انتحار مدير بلدية جبلة المدعو لؤي محمود كامل يوسف، في وقت شكك فيه العشرات من الموالين بظروف الانتحار وكيفيته، لا سيما وأن حادثة مقتل وزير داخلية النظام الأسبق غازي كنعان لا تزال عالقة في أذهان السوريين والذي أُعلن حينها انتحاره بنفس الطريقة.
وقالت داخلية النظام في بيانها إنه “في الساعة التاسعة صباحاً من تاريخ 2022/8/15، تم إعلام شرطة منطقة جبلة في اللاذقية بأن المدعو (لؤي يوسف) مدير بلدية جبلة عثر على جثته منتحراً ضمن مكتبه بواسطة مسدس حربي، مشيرة إلى أن التقارير الطبية أكدت أن سبب وفاة المذكور ناجم عن طلق ناري بالفم نفذَ من الرأس.
ومما يثير الجدل هو استخدام مصطلح عُثر خلال تفصيلها للخبر، سخرية واسعة من قبل الموالين الذين اعتبر غالبيتهم بأنه لم ينتحر بل قتل ، مستذكرين بذلك الرواية التي استخدمها النظام السوري عام 2005، عند مقتل وزير داخليته غازي كنعان والذي أعلن حينها أنه انتحر بنفس هذه الطريقة.
فاستخدامها لهذا المصطلح يوحي بأن (موظفي البلدية) دخلوا مكتبه فعثروا عليه ميتاً، مشيراً إلى أن هناك تغطية لجريمة من خلال هذه الرواية، فلو أراد الانتحار فعلاً لانتحر في منزله أو أي مكان آخر، لماذا انتظر حتى بدء الدوام الرسمي لينتحر
وتساءل كثيرون عن سبب وجود مسدس حربي في مكتب مسؤول مدني لا علاقة له سوى بالأبنية والمنازل والطرقات، مبينين إلى أن رواية انتحاره ما هي إلا تغطية لرواية قتله فقط، فيما سخر كثيرون بالقول: كمان انتحر بتسع رصاصات متل غازي كنعان؟
ولكن ومن خلال التحري كشف عن خلافات سابقة بين اليوسف وبين ابنة خالة بشار الأسد عمار نجيب، شقيق عاطف نجيب، الذي سجن وعذب أطفال درعا، السبب المباشر لاندلاع الثورة السورية، وذلك حول قضايا فساد تتعلق بهدم الأخير لعدد من الأبنية الأثرية في جبلة منها خان شعيب سنة 2020، وذلك بدعم من رئيس بلدية جبلة آنذاك زكي نجيب حيث كان اليوسف حينها ضمن قسم الخدمات الفنية في بلدية المدينة، وقد تم استدعاء زكي وعمار نجيب للتحقيق في نفس العام إلى جانب مسؤولين آخرين، فيما تم ترفيع اليوسف لمنصب مدير بلدية ومعاوناً لرئيسها، وقد رجح المصدر أن يكون لتلك الخلافات علاقة بمقتله بشكل أو بآخر.
ويذكر أن العيد من المسؤولين في النظام لقوا حتفهم في ظروف غامضة لجأ النظام لتغطيتها بروايات الانتحار، من بينهم وزير داخليته الأسبق غازي كنعان سنة 2005، إضافة إلى رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي الذي انتحر برواية يصعب تصديقها، رواها نظام حافظ الأسد حينها، ومفادها أن الزعبي انتحر بـ 3 رصاصات في الرأس بعد كشف تورطه في قضايا فساد.