دير الزور تئن من المخطط الإيراني فيها في ظل صمت النظام السوري.

سوريا – مروان مجيد الشيخ عيسى 

منذ أن انتشرت الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في دير الزور فقد نجحت خلال أعوام قليلة من وجودها هناك بتطويع الآلاف من الشبان المحليين في صفوفها ما حقق للحرس الثوري اتصالاً مهماً بالمجتمعات المحلية. وتحاول إيران التقرب من السكان واكتساب الشرعية منهم، عبر أنشطتها وأعمالها المدنية الخيرية، التي اعتمدت فيها بشكل رئيسي على المركز الثقافي الإيراني، ومنظمة جهاد البناء.

وقد تحدثت صحيفة The Washington Post الأمريكية إنه حين فتح جيش النظام  السوري مكاتب في دير الزور لتجنيد مقاتلين ممن كان لهم نشاط سابق مع المعارضة أو انشقوا عن النظام لم يأتِ أحد تقريباً. وكان عدد قليل جداً لدرجة أنَّ مسؤولي الأمن السوريين اضطروا لسحب المارة الأصحاء إلى الداخل على أمل تسجيلهم.

وفي حين كان النظام السوري قد تعهَّد بالصفح وبدء صفحة جديدة مع الكثير من الشباب كجزء من مساع أوسع نطاقاً للمصالحة، واجهت المبادرة عقبة كبرى، إذ كانت الميليشيات المرتبطة بإيران والنشطة في الدير تعرض بديلاً أكثر جاذبية، وذلك وفقاً لخبراء محليين وأفراد مسلحين سابقين.

وتمارس إيران لعبة طويلة الأمد في دير الزور، فنجحت في تجنيد السوريين المحليين في الميليشيات الحليفة، ووفرت خدمات لا يستطيع النظام المفتقر بشدة إلى الثقة توفيرها، وأرست جذوراً في مدينة استراتيجية يمكن أن تعزز مصالح طهران الإقليمية حتى بعد انتهاء الحرب السورية في نهاية المطاف وتراجع أهمية دعم إيران لبشار الأسد.

وقال الخبراء إنَّ إيران تبني المدارس وتفتتحها وتوزع كراتين الغذاء. وتحاول تحويل المساجد السنّية إلى شيعية، وهو المذهب الرسمي لإيران، وفي حين تحول قلة من السوريين بالفعل إلى المذهب الشيعي، بات الأذان الشيعي الآن مسموعاً للمرة الأولى في دير الزور بحسب واشنطن بوست.

فالكثير لم يكن دافعهم دينيا أو إيديولوجيا. بل أراد الراتب والمزايا. ومثل الكثير من الشباب السوري الذي انضم إلى الميليشيات، فهو الحل الوحيد للهروب من الجيش.

في حين يدفع جيش النظام السوري في دير الزور راتباً شهرياً يبلغ ٤٥ ألف ليرة سورية وتعرض الميليشيات المدعومة من إيران أكثر من ضعف ذلك، فضلاً عن وجود رواتب أعلى في مناطق مثل مدينة البوكمال على الحدود العراقية. 

ويقول أحدهم إنه انضم إلى كتيبة تتألف من ١٠٠ سوري يحمون في الغالب المخازن الإيرانية في دير الزور. وهم مكلفون بالتناوب لمدة ١٥ يوم عمل و١٥ يوم إجازة. وأضاف أنه على العكس من ذلك، كثيراً ما يرسل جيش النظام  السوري الجنود بعيداً عن مناطقهم لشهرين على الأقل كل مرة مع إجازة تبلغ ٥ أيام فقط.  

و بطاقة التعريف الخاصة بالميليشيا تخول المقاتلين الحصول على كرتونة غذاء شهرية تتضمن سكر وزيت طهي وأرز وتونة معلبة وحبوب. وتكون الكراتين قد ألصق عليها صورة لقاسم سليماني، الذي اغتالته القوات الأمريكية في العراق إلى جانب جملتين باللغة العربية والفارسية تقولان: “هدية من المقاومة الإسلامية. يقدم لحاملي البطاقات أيضاً رحلات مجانية إلى دمشق كل اثنين وثلاثاء على متن طائرات إيرانية ويمكن لأولئك الراغبين في الزيارة، لأي سبب التسجيل في الرحلة قبل يوم واحد.

فبطاقة التعريف لا تسمح له فقط بحمل السلاح بل الأهم أنها تحميه من التعرض للاعتقال أو الاستجواب على يد جيش النظام  السوري، المكروه والمرهوب من معظم السكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.